وذلك شرح قوله: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾.
وقوله: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ "الفاتحة: ٤" تفصيله: ما وقع من ذكر يوم القيامة في عدة مواضع؛ ومنها قوله: ﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ﴾ "٢٨٤". والدين [في الفاتحة] : الحساب [في البقرة].
وقوله: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ مجمل شامل لجميع أنواع الشريعة الفروعية، وقد فصلت في البقرة أبلغ تفصيل، فذكر فيها: الطهارة، والحيض، والصلاة، والاستقبال، وطهارة المكان، والجماعة، وصلاة الخوف، وصلاة الجمع، والعيد، والزكاة بأنواعها؛ كالنبات، والمعادن١، والاعتكاف، والصوم، وأنواع الصدقات، والبر، والحج، والعمرة، والبيع، والإجارة، والميراث، والوصية، والوديعة، والنكاح، والصداق، والطلاق، والخُلع، والرجعة، والإيلاء، والعِدَّة، والرضاع، والنفقات، والقصاص، والديات، وقتال البُغاة، والردة، والأشربة، والجهاد، والأطعمة، والذبائح، والأَيْمَان، والنذور، والقضاء، والشهادات، والعتق.
فهذه أبواب الشريعة كلها مذكورة في هذه السورة٢.
وقوله: ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ شامل لعلم الأخلاق. وقد ذكر منها في هذه السورة الجم الغفير؛ من التوبة، والصبر، والشكر، والرضا، والتفويض، والذكر، والمراقبة، والخوف، وإِلَانَة القول.
وقوله: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ إلى آخره. تفصيله٣:
٢ انظر: البرهان في علوم القرآن "١/ ٢٦٠، ٢٦١".
٣ في "ظ": تفسيره.