ويكفى أن تقرأ في القرآن.. (وما كنت وما كنت وما كنت).. لتعرف كم أخبر الله رسوله بأنباء من غيب الماضي.. (وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا الى موسى).. (وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم).. أي انك لم تكن هناك يا محمد.. ولكن الله هو الذي أخبرك ومزق لك حجاب الزمن الماضي.. (وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا.. وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا الى موسى الامر.. وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك).. وهكذا نرى أن القرآن مزق حجاب الزمن الماضي في أكثر من مناسبة ليخبر محمدا عليه السلام بالاخبار الصحيحة عمن سبقوه من الرسل والانبياء ويصحح ما حرف من الكتب السماوية التي أنزلها الله وحرفها الرهبان والاحبار... بل ان الاعجاز هنا جاء في تصحيح ما حدث من تحريف الكتب السماوية التي سبقت القرآن.. وكان محمد ﷺ يتحدى بالقرآن أحبار اليهود ورهبان النصارى.. ويقول لهم هذا من عند الله.. في التوراة أو
الانجيل.. وهذا حرفتموه في التوراة أو الانجيل.. ولم يكونوا يستطيعون أن يواجهوا هذا التحدي أن يردوا عليه.. ذلك أن التحدي للقرآن في تمزيق حجاب الزمن الماضي.. وصل إلى أدق أسرار الرسالات السماوية الماضية فصححها لهم.. وبين ما حرفوه منها وما أخفوه.. وتحداهم أن يكذبوا ما جاء في القرآن فلم يستطيعوا.. ومن ذلك قوله تعالى في سورة مريم (ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون)..