بنشاطات الذهن.. سيجدون القرآن قد أشار إليها.. وحينئذ يتبين لهم أن هذا القرآن هو الحق.. لان الذي قال هو الله.. والذي خلق هو الله.
ومن هنا جاء في القرآن أن الارض كروبة.. وأنها تدور.. وجاء فيه كيفية خلق الانسان.. وكيف تعلم الكلام.. وجاء فيه ان هناك ما هو أصغر من الذرة.. وجاء فيه وصف دقيق لما يحدث للجنين وهو في بطن أمه.. وجاء فيه أن الليل والنهار يوجد أن على الارض معا.. وحقائق أخرى كثيرة لا يتسع المجال للحديث عنها.. على اننا قبل أن نمضى في هذا الموضوع يجب أن نحدد معنى العلم.. العلم لابد أن يمر بمرحلتين.. مرحلة التصور ومرحلة التصديق.. ومعنى التصور اننا قبل أن نتكلم عن أي قضية اثباتا أو نفيا.. لابد أن نكون متصورين للالفاظ التي سنكون منها حديثنا.. يعني كلمة سماء مثلا.. ماذا تعنى.. وكلمة الارض ما معناها.. وما معنى كلمة زرقاء إلى آخره.. هذا هو التصور.. وليس في هذا نسبة.. فإذا جاء النسب.. وهي أن تحكم على شئ بشئ.. يجب أن تكون مسبوقة بعلم التصور.
ننتقل بعد ذلك بايجاز شديد الى مرحلة التصديق.. فأنت حين تحدثني عن حقيقة علمية اسألك هل هي واقعة.. فإذا قلت نعم أسألك أأنت جازم بها.. فإذا قلت نعم.. اسألك: هل تستطيع التدليل عليها.. فإذا قلت نعم.. فهذا هو العلم.
فالعلم نسبة واقعة مجزوم بها وعليها دليل.. ولكن افرض اننى جازم بالنسبة.. وهي ليست واقعة.. هذا