﴿سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ﴾ ١.
وقوله تعالى في سورة القمر: ﴿تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِر﴾ ٢.
ومثاله أيضًا قوله تعالى عن ملكة سبأ: ﴿وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْء﴾ ٣.
أي: من كل شيء تحتاج إليه في معاشها، فهو عموم أُرِيد به الخصوص لقرينة عقلية قد صحبته.
كما نقول: في بيتنا كل شيء، ووهبني الله كل شيء، فأنت لا تقصد كل ما في الوجود، وإنما تقصد كل شيء تحتاج إليه، فهذا هو المعقول من الكلام.
وأما العام المطلق فهو الذي لم تصحبه قرينة دالَّة على أن المراد به بعض الأفراد، فيظل ظاهرًا في العموم حتى تقوم قرينة.
هذا. وننتقل الآن إلى بيان التخصيص، وأقسامه.

١ آية: ٧.
٢ آية: ٢٠.
٣ النمل: ٢٣.

أقسام التخصيص:
ذكرنا في تعريف الخاص أنه: هو الذي لا يستغرق الصالح له من غير حصر.
وكذرنا أن التخصيص: هو إخراج بعض ما تناوله اللفظ العام، أي: قَصْرُ الحكم على بعض أفراد العام لقرينة تفيد ذلك.
والمخصَّص قد يكون متَّصِلًا بالعام، وقد يكون منَفصِلًا عنه.
والمتصل خمسة أنواع:
أحدها: الاستثناء، كقوله تعالى في سورة النحل:
﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾ ١.
١ آية: ١٠٦.


الصفحة التالية
Icon