وأما الحديث: فقوله -صلى الله عليه وسلم: "ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلُحَت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".
وأما المعقول: فإن القلب إذا غُشِّيَ عليه، وقطع سائر الأعضاء لم يحصل له شعور، وإذا أفاق القلب شعر بجميع ما ينزل بالأعضاء من الآفات"١.
هذا ما انتهى إليه علمنا في كيفية التلقي، لا تجاوزه إلى ما لا علم لنا به، ولا قدرة لنا على تحصيله وفهمه.
وقد كان الوحي ينزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- بكيفيات مختلفة، ويلقي إليه القرآن كما أمره ربه -عز وجل، فيسمعه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأذنَي قلبه، والناس من حوله لا يسمعون شيئًا.
وهذا أمر من أمر الله، وآية من آيات قدرته الباهرة، وسرٌّ من أسراره الخفية، وبرهان على أن رسوله الكريم طراز فريد، له روح ليست كالأرواح البشرية، وله قلب من معدن خاصٍّ يسمع به ويرى ما لا يسمعه غيره ويراه.