تعريف المثل في اللغة:
قال ابن فارس١: "الميم، والثاء، واللام، أصل صحيح يدل على مناظرة الشيء للشيء، وهذا مِثْلُ هذا، أي: نظيره".
وقال الفيروزابادي٢: "المثَل، والمِثْل، والمثيل؛ كالشبه، والشبه، والشبيه، لفظًا ومعنًى، والجمع أمثال.
وقد يستعمل المثل -بكسر الميم- عبارة عن المشابه لغيره في معنى من المعاني، أي معنًى كان".
وهو أعمّ الألفاظ الموضوعة للمشابهة، وذلك أن الندَّ يقال فيما يشاركه في الجوهرية فقط، والشكل يقال فيما يشاركه في الكيفية فقط، والمساوي يقال فيما يشاركه في الكمية فقط، والمثل عام في جميع ذلك، ولهذا لما أراد الله نفي التشبيه من كل وجه خصَّه بالذكر، فقال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء﴾ ٣.
أي: ليس مثل صفته شيء من أوصاف الخلق، فالكاف بمعنى: مثل، والمثل بمعنى: الصفة، وفي الآية تأويلات أخرى٤ أهمها هذا التأويل -والله أعلم.
والمثل -بفتح الميم والثاء- يستعمل غالبًا في الأمور المعنوية، لهذا قال تعالى: ﴿لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ ٥.
وقال -جل شأنه:
﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ ٦.
٢ بصائر ذوي التمييز في لطائف القرآن العزيز ج٤ ص٤٨١.
٣ الشورى: ١١.
٤ للشيخ دراز في كتابه النبأ العظيم ص١٣٢، بحث جليل في تفسير الآية، فراجعه إن شئت.
٥ النحل: ٦٠.
٦ الروم: ٢٧.