لأن القرآن الكريم كَوْنٌ لا تنتهي عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، ولا تبلى جدته، وسيظل في جماله وجلاله وكماله، كما نزل به الروح الأمين على قلب النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم.
وسنتكلم في هذا المبحث عن وجوه الإعجاز التي كشف عنها العلماء، وعن القدر الذي وقع به التحدي والإعجاز، وغير ذلك مما يتعلق به.
تعريفه:
إعجاز القرآن معناه في اللغة: إثبات القرآن عجز الخلق عن الإتيان بما تحداهم به، فهو من إضافة المصدر لفاعله.
والمعجزة: هي الأمر الخارق للعادة، المقرون بالتحدي، يوقعه الله على يد نبي ليكون حجة له في دعوته، وبرهانًا على صدقه فيما يبلغ عن ربه -عز وجل.
والتعجيز ليس مقصودًا لذاته، بل المقصود لازمه، وهو إثبات أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- مرسَلٌ من ربه، وأن القرآن قد أُنْزِلَ عليه من لدنه خالصًا نقيًّا لم تَشُبْهُ شائبة من كلام البشر ولا من كلام غيرهم.
"وكذلك الشأن في كل معجزات الأنبياء، ليس المقصود بها تعجيز الخلق لذات التعجيز، ولكن للازمه وهو دلالتها على أنهم صادقون فيما يبلِّغون عن الله؛ فينتقل الناس من الشعور بعجزهم إزاء المعجزات، إلى شعورهم وإيمانهم بأنها صادرة عن الإله القادر، لحكمة عالية، وهي إرشادهم إلى تصديق من جاء بها ليسعدوا باتباعه في الدنيا والآخرة"١.