الذي في العنوان وغيره وروى جمهور العراقين وبعض المصريين فتح جميع الفصل لأبي عمرو من الروايتين من رءوس الآي، وغير ما عدا الرائي من ذلك، وهو الذي في المستنير وكامل الهذلي وغيرهما فظهر أن الخلاف في فعلى اليائي مفرع على إمالة رءوس الآي، وبه يعلم أن التقليل عن أبي عمرو في رءوس الآي أكثر منه في فعلى، والفتح عنه في فعلى أكثر منه في رءوس الآي وافقه اليزيدي.
تفريع إذا قرئ نحو قوله تعالى: ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى﴾ [الآية: ٦٥] لأبي عمرو فالفتح في "يا موسى" مع الفتح والتقليل في "ألقى" لكونه رأس آية والتقليل في "موسى" مع التقليل في "ألقى" وجها واحدا بناء على ما تقدم.
وأفاد بعضهم أن فعلى بضم الفاء في القرآن في مائة واثنين وعشرين موضعا، وكلها محصورة في سبع عشرة كلمة "موسى، دنيا، أنثى، قربى، وسطى، وثقى، حسنى، أولى، سفلى، عليا، رؤيا، طوبى، مثلى، زلفى، سقيا، عقبى، وفعلى" بالفتح في تسعة وستين موضعا في إحدى عشرة كلمة "سكرى، موتى، قتلى، تقوى، مرضى، نجوى، شتى، صرعى، طغوى، يحيى، اسما" وفعلى بالكسر في خمسة وثلاثين موضعا في أربع كلمات "سيما، إحدى، ضيزى، عيسى".
واختلف أيضا هؤلاء المطلقون للتقليل عن أبي عمرو في سبعة ألفاظ وهي "بلى، ومتى، وعسى، وأنى" الاستفهامية و"يا ويلتى، ويا حسرتى، ويا أسفى" فأما "بلى ومتى" فروى تقليلها عنه من روايتيه ابن شريح والمهدوي، وصاحب الهادي١، وأما عسى فقللها له كذلك صاحب الهداية والهادي، ولكنهما لم يذكرا رواية السوسي من هذه الطرق، وأما أنى ويا ويلتي ويا حسرتى فروى تقليلها من رواية الدوري عنه صاحب التيسير وجماعة، وتبعهم الشاطبي، وأما يا أسفى فروى تقليلها عن الدوري بلا خلاف صاحب الكافي والهداية والهادي، ويحتمله ظاهر كلام الشاطبي، ونص الداني على فتحها له دون أخواتها، وروي فتح الألفاظ السبعة عنه من روايتيه سائر أهل الأداء من المغاربة وغيرهم، والوجهان صحيحان كما في النشر.
واختلف عنه أيضا في تمحيض إمالة الدنيا فروى بكر بن شاذان والنهرواني عن زيد عن ابن فرح عن الدوري عنه إمالتها محضة حيث وقعت قال في النشر: وهو صحيح مأخذو به من الطرق المذكورة وإلى كل ذلك الإشارة بقول الطيبة:
وكيف فعلى مع رءوس الآي حد
خلف سوى ذي الرا وأنى ويلتى | يا حسرتى الحلف طوى قيل متى٢ |
٢ وأرقام هذه الأبيات: "٣٠٢، ٣٠٣". [أ].