إمالته كبرى أبو طاهر عن أبي الزعراء عنه، وهو الذي في التيسير وبه كان يأخذ الشاطبي رحمه الله تعالى عنه وجها واحدا كما نقله السخاوي عنه، وروى فتحه عنه سائر أهل الأداء، وأطلق الخلاف فيه لأبي عمرو في الشاطبية، وكذا في مختصرها لابن مالك قال في النشر: والوجهان صحيحان عندنا من رواية الدوري قرأنا بهما وبهما تأخذ، وافقه اليزيدي والباقون بالفتح، ونبه الجعبري رحمه الله على أن أبا عمرو لم يمل كبرى مع غير الراء إلا "الناس" المجرور "وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى" [الآية: ٧٢] الياء والهاء من فاتحتي مريم وطه ولم يمل صغرى مع الراء إلا "يا بشرى" [الآية: ١٩] في وجه.
وأما ضعافا فقرأه بالإمالة حمزة من رواية خلف وافقه الأعمش، واختلف عن خلاد، فقطع له بالفتح العراقيون وجمهور أهل الأداء، وقطع له بالإمالة ابن بليمة، وأطلق الوجهين له في الشاطبية كأصلها، وبهما قرأ الداني على أبي الحسن والباقون بالفتح.
"وأما آتيك" موضعي [النمل الآية: ٣٩، ٤٠] فقرأه خلف عن حمزة وكذا في اختياره بالإمالة، واختلف عن خلاد فروى الإمالة عنه المغاربة قاطبة وبعض المصريين، وروى الفتح جمهور العراقيين وغيرهم، وأطلق له الوجهين في الشاطبية كأصلها والباقون بالفتح.
وأما المحراب المجرور وهو في موضعين "يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ" [آل عمران الآية: ٣٩] "مِنَ الْمِحْرَابِ" [الآية: ١١ بمريم] فقرأه بالإمالة فيهما ابن ذكوان من جميع طرقه، واختلف عنه في المنصوب وهو في موضعين أيضا "زَكَرِيَّا الْمِحْرَاب" [آل عمران الآية: ٣٧] "إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ" [ص الآية: ٢١] فأمالهما النقاش عن الأخفش عنه، وفتحهما ابن الأخرم عن الأخفش والصوري، ونص على الوجهين لابن ذكوان في الشاطبية كأصلها والإعلان.
وأما عمران من قوله: "آل عمران، وامرأت عمران، وابنت عمران"١ و"الإكرام" وهو موضعان بالرحمن "وإكراههن" [النور الآية: ٣٣] فاختلف في الثلاث عن ابن ذكوان فالإمالة فيهن من طريق هبة الله عن الأخفش، وروى سائر أهل الأداء الفتح عنه والوجهان صحيحان عنه كما في النشر، وذكرهما الشاطبي والصفراوي.
"وأما للشاربين" [الآية: ٦٦] فقرأه ابن ذكوان بالإمالة من طريق الصوري وبالفتح من طريق الأخفش.
"وأما الحواريين" [الآية: ١١١ بالمائدة، والصف الآية: ١٤] فقرأه ابن ذكوان بالإمالة فيهما من طريق الصوري على الصحيح خلافا لمن خصها بالصف وفتحهما الأخفش عنه.