"وأما مشارب" [الآية: ٧٣ بيس] فاختلف فيه عن ابن عامر من روايتيه فروى إمالته عن هشام جمهور المغاربة، وكذا رواه الصوري عن ابن ذكوان ورواه الأخفش عنه بالفتح، وكذا رواه الداجواني عن هشام.
"وأما آنية" [الغاشية الآية: ٥] فاختلف فيها عن هشام فروى الحلواني عنه إمالتها ولم تذكر المغاربة عن هشام سواه، وسوى فتحه عند الداجوني ولم يذكر العراقيون عن هشام غيره، والممال فتحة الهمزة مع الألف بعدها عكس إمالة الكسائي لها وقفا فإنه يفتح الهمزة والألف، ويميل فتحة الياء مع الهاء.
وأما "عابدون" معا و"عابد" [الآية: ٣، ٤، ٥ بالكافرون] فأمالهما هشام من طريق الحلواني وفتحهما من طريق الداجوني وخرج نحو: لنا عابدون.
وأما "تراءى الجمعان" [الشعراء الآية: ٦١] فأما الراء دون الهمزة حال الوصل حمزة وكذا خلف، وإذا وقفا أمالا الراء والهمزة معا ومعهما الكسائي في الهمزة فقط، على أصله المتقدم في ذوات الياء، إذ أصله تراءى كتفاعل، وكذا الأزرق عن ورش بالتقليل للهمزة وقفا بخلف عنه على أصله وافق حمزة الأعمش في الحالتين، والباقون بفتحهما في الحالين، وتقدم حكم إمالة عين فعالى في "يتامى، وكسالى، ونصارى" وما ذكر معه لأبي عثمان الضرير عن الدوري عن الكسائي.

فصل: في إمالة أحرف الهجاء في فواتح السور


وهي خمسة في سبع عشرة سورة:
أولها: الراء من " الر" أول يونس وهود ويوسف وإبراهيم والحجر ومن "المر" أول الرعد فقرأ بإمالتها في الكل أبو عمرو وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي، وكذا خلف وافقهم اليزيدي والأعمش، وبالتقليل ورش من طريق الأزرق.
ثانيها: الهاء من فاتحة مريم، وطه فأمالها من فاتحة مريم أبو عمرو وأبو بكر والكسائي وافقهم اليزيدي، واختلف عن قالون وورش، فأما قالون: فاتفق العراقيون على الفتح عنه من جميع الطرق، وكذا بعض المغاربة، وروى عنه التقليل جمهور المغاربة وهو الذي في الشاطبية كأصلها، وأما ورش: فروى عنه الأصبهاني بالفتح، واختلف عن الأزرق فقطع له بالتقليل في الشاطبية كأصلها والتلخيص والكامل والتذكرة، وبالفتح صاحب الهداية والهادي والتجريد، وانفرد الهذلي بالتقليل عن الأصبهاني وهو ظاهر متن الطيبة، فإنه أطلق الخلاف فيها لنافع المرموز له بالألف في قوله:
وإذهابا اختلف
لأنه لو أراد حصر الخلاف في الأزرق لرمز له بالجيم على قاعدته في الأصول


الصفحة التالية
Icon