نحو: "هذا ذكر" وأخذه الجعبري منه مسلما، وتمحل لإخراج ذلك من كلام الحرز في قوله وتفخيمه: "ذكرا وسترا" وبابه إلخ.... فقال ومثالا الناظم لا على العموم، وفذكر مبارك مثال للمضموم ونصبها لإيقاع المصدر عليها، ولو حكاها لأجاد، ثم قال: ولو قال:
مثل كذكرا رقيق للأقل وشا | كراخبير الأعيان وسرا تعدلا |
وأما: الراء المكسورة فلا خلاف في ترقيقها لجميع القراء سواء كانت كسرتها لازمة أو عارضة نحو: "رزق، رجال، فارض، الطارق، اصري، بالزبر، والفجر" ونحو: "فليحذر الذين يخالفون، فلينظر الإنسان" [النور الآية: ٦٣] و [الطارق الآية: ٥] ونحو: "وانحر إن، وانتظر إنهم" [الكوثر الآية: ٢، ٣] و [السجدة الآية: ٣٠] حال النقل.
وأما: المضمومة فأجمعوا على تفخيمها في كل حال إلا أن الأزرق يرققها أيضا، إذا كانت بعد ياء ساكنة، أو كسرة سواء كانت الراء وسطا أو آخرا منونة، أو غير منونة نحو: "سيروا، كبيرهم، غيره، كافرون، ينتصرون" ونحو: "قدير، وخبير، وحرير، وخير" وكذا لو فصل بين الكسرة والراء ساكن نحو: "ذكركم، وعشرون، وذكر، والسحر" هذا مذهب الجمهور من أهل الأداء من المصريين والمغاربة كالداني وشيخه أبي الفتح والخاقاني وابن بليمة ومكي وابن الفحام والشاطبي وغيرهم، وصححه في النشر وأشار إليه في طيبته بقوله:
كذاك ذات الضم رقق في الأصح١
وروى جماعة تفخيمها ولم يجروها مجرى المفتوحة، وهو مذهب طاهر بن غلبون وصاحب العنوان وشيخه وصاحب المجتبي وغيرهم، واختلف الآخذون بالترقيق في كلمتين: عشرون، وكبر ما هم ببالغيه، ففخمها فيهما منهم مكي وابن سفيان والمهدوي وغيرهم، ورققها الداني وشيخاه أبو الفتح والخاقاني وابن بليمة والشاطبي وغيرهم.
تفريع: إذا جمع بين ما ذكر في المضمومة وبين ما تقدم من الخلاف في "حذركم" في قوله تعالى: "خَذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا" [النساء: الآية ٧١] حصل ثلاثة أوجه تفخيم "حذركم" وترقيق "فانفروا" لأن من نقل عنهم تفخيم الأول ينقل عن أحد
١ انظر متن طيبة النشر: "٣٤٢". [أ].