ساكنة الجمهور كأبي الحسن بن فارس وأبي العز وسبط الخياط وغيرهم، ورجحه الداني في المفردات وحذفها الآخرون فيه كصاحب التجريد والتيسير، وذهب جماعة عن السوسي إلى حذفها في الحالين كصاحب العنوان والتذكرة والكافي وغيرهم، قال في النشر: وهو الذي ينبغي أن يكون في التيسير فتحصل للسوسي فيها ثلاثة أوجه: الإثبات في الحالين والحذف فيهما والإثبات وصلا مفتوحة لا وقفا، والثلاثة في الطيبة، وهذه الكلمات الثلاث أعني "أتان الله، وإن يردن، فبشر عباد" مما وقعت فيه الياء قبل ساكن.
فهذا: ما وقع من الياءات المختلف فيها في غير الفواصل.
وأما: الفواصل بقسميها أعني الأصلية والإضافية، وهي كما سبق أول الباب ستة وثمانون، فقرأها كلها بإثبات الياء في الحالين يعقوب على أصله، ووافقه غيره في سبع عشرة كلمة وهي: "دعاء، والتلاق، والتناد، وأكرمن، وأهانن، ويسر، وبالواد، والمتعال، ووعيد، ونذير، ونكير، ويكذبون، وينقذون، ولتردين، وفاعتزلون، وترجمون، ونذر".
وأما: "دعائي" [بإبراهيم الآية: ٤٠] فقرأ بإثبات الياء فيها وصلا فقط ورش وأبو عمرو وحمزة، وكذا أبو جعفر وافقهم اليزيدي والأعمش وابن محيصن بخلفه، وقرأها بالإثبات في الحالين البزي ويعقوب واختلف عن قنبل فروى عنه ابن مجاهد الحذف في الحالين، وروى عنه ابن شنبوذ الإثبات في الوصل والحذف في الوقف كأبي عمرو ومن معه١، قال في النشر: وبكل من الحذف والإثبات قرأت عن قنبل وصلا ووقفا وبه آخذ، والباقون بالحذف فيهما وهو الثاني لابن محيصن.
وأما: "التلاق، والتناد" [بغافر الآية: ١٥، ٣٢] فقرأ ورش وكذا ابن وردان بإثبات الياء فيهما وصلا فقط، وافقهما الحسن وقرأ ابن كثير بإثباتها في الحالين بلا خلاف كيعقوب، وافقه ابن محيصن، وانفرد أبو الفتح فارس من قراءته على عبد الباقي بن الحسن عن أصحابه عن قالون بالوجهين الحذف والإثبات، وأثبته في التيسير وتبعه الشاطبي على ذلك قال في النشر: وقد خالف عبد الباقي في ذلك سائر الناس ولا أعلمه ورد من طريق من الطرق عن أبي نشيط، ولا عن الحلواني، وأطال في بيان ذلك.
وأما: "أكرمن، وأهانن" [بالفجر الآية: ١٥، ١٦] فقرأ نافع وكذا أبو جعفر بإثبات الياء فيهما وصلا، واختلف عن أبي عمرو، فالجمهور عنه على التخيير بين الحذف والإثبات، والآخرون بالحذف، وعليه عول الداني والشاطبي قال في النشر: والوجهان صحيحان مشهوران عن أبي عمرو والتخيير أكثر والحذف أشهر، وافقه اليزيدي بخلف أيضا، وقرأ البزي بإثباتهما في الحالين كيعقوب، وافقه ابن محيصن من المبهج.

١ أي: راوياه وهما: "الدوري، والسوسي". [أ].


الصفحة التالية
Icon