وقرأ أبو عمرو بخلف عن الدوري "تَغْفِرُ لَكُم" [الآية: ٥٨] بإدغام الراء في اللام١، وفي النشر تفريع الخلاف على الإدغام الكبير، فإذا أخذ به أدغم هذا بلا خلاف، وإلا فالخلاف متجه في هذا، والأكثرون على الإدغام والباقون بالإظهار.
واتفقوا هنا على "خطايا" [الآية: ٥٨] كبقايا٢ وأماله الكسائي وحده وبالفتح والتقليل الأزرق.
وقرأ "قولا غير" [الآية: ٥٩] بإخفاء التنوين عند الغين أبو جعفر وتقدم حكم إدغام "قيل لهم" لأبي عمرو ويعقوب، وإشمام كسرة القاف لهشام والكسائي ورويس، وكذا تغليظ الأزرق "ظلموا" بخلفه وعن ابن محيصن "رجزا" [الآية: ٥٩] بضم كسر الراء حيث وقع وهو لغة وعن الأعمش "يفسقون" [الآية: ٥٩] بكسر ضم السين حيث جاء وهو لغة أيضا.
وأمال "استسقى" [الآية: ٦٠] حمزة والكسائي وكذا خلف والأعمش، وبالفتح والتقليل الأزرق، وعن المطوعي عن الأعمش "عشرة" بكسر سكون الشين وعنه أيضا الإسكان والفتح وكلها لغات وعن الحسن والأعمش "مصر" [الآية: ٦١] بلا تنوين غير منصرف ووقفا بغير ألف، وهو كذلك في مصحف أبي بن كعب وابن مسعود، وأما من صرف فإنه يعني مصرا من الأمصار غير معين، واستدلوا بالأمر بدخول القرية وبأنهم سكنوا الشام، وقيل أراد بقوله: "مصرا" وإن كان غير معين مصر فرعون من إطلاق النكرة مرادا بها المعين.
وأمال "أدنى" [الآية: ٦١] وكذلك "الأدنى" حيث وقعا حمزة والكسائي والأعمش وكذا خلف وبالفتح والتقليل الأزرق.
وتقدم حكم "عَلَيْهِمُ الذِّلَّة" [الآية: ٦١] من حيث ضم الهاء والميم وكسرهما في سورة الفاتحة وكذا مد "باؤا" للأزرق.
وقرأ "النبيين" [الآية: ٦١] و"النبيون، والأنبياء، والنبي، والنبوة" بالهمزة٣ نافع على الأصل؛ لأنه من النبأ وهو الخبر، والباقون بياء مشددة في المفرد وجمع السلامة، وفي جمع التكسير بياء مخففة في المصدر بواو مشددة مفتوحة، وقرأ به قالون في موضعي الأحزاب في الوصل؛ لأنه إذا همز على أصله اجتمع همزتان مكسورتان منفصلتان ومذهبه تخفيف الأولى، فعدل عن التسهيل إلى البدل بعد الياء توصلا إلى الإدغام مبالغة في التخفيف، وإذا وقف عاد إلى أصله بالهمز.
٢ في بعض النسخ بعده إلا الحسن فإنه قرأه خطيئاتكم بجمع السلامة.
٣ أي: "النبيئين... ". [أ].