وقرأ "الصائبين" [الآية: ٦٢] هنا والحج بحذف الهمزة نافع وكذا أبو جعفر١، والباقون بالهمز، ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل كالياء، وبالحذف وإخباره الآخرون بالتخفيف الرسمي، قيل وبالأبدال ياء ذكره الهذلي وضعف٢ وكذا حكم الوقف على "خاسيئين" و"الخاطئين".
وأمال الألف بعد الراء من "النصارى" [الآية: ٦٢] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي، وكذا خلف وبالتقليل الأزرق وأمال الألف بعد الصاد منه الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير اتباعا لإمالة الألف بعد الراء، كما تقدم، وعن المطوعي "واذكروا" [الآية: ٦٣] بفتح سكون الذال وفتح ضمة الكاف وتشديدهما٣.
وقرأ الأزرق بترقيق راء "قردة" [الآية: ٦٥] وأخفى تنوينها عند خاء "خاسئين" وذكر هنا في الأصل أن أبا جعفر أبدل همزة خاسئين ياء وفيه نظر، والذي سبق له في باب الهمز المفرد تبعا للنشر وغيره إنه لا يحذف من هذا الباب إلا الصائبين ومتكئين ومستهزئين والخاطئين وخاطئين فقط، وكذا في النشر وطيبته وتقريبه، غير أنه ذكر فيه أن الهذلي انفرد عن النهرواني عن ابن وردان بالحذف في خاسئين، وهو غير معمول عليه، ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل بين بين، وبحذف الهمزة على اتباع الرسم، وحكى الإبدال ياء وضعف٤.
وقرأ "هزوا" [الآية: ٦٧] حيث جاءوا "كفوا" في سورة الإخلاص [الآية: ٤] حفص بإبدال الهمزة فيهما واوا في الحالين٥ تخفيفا وافقه الشنبوذي وأسكن الزاي من "هزوا" حيث أتى حمزة وكذا خلف وأسكن الفاء من "كفوا" حمزة، وكذا يعقوب وخلف٦ والباقون بضمهما٧ وأما قوله: هنا في الأصل، وقرأ بحذف الهمزة وتشديد الزاي في هزوا أبو جعفر، فلعله سبق قلم، فإن ما كان من أقسام الهمز متحركا وقبله زاي اختص منه جزأ فقط منصوبا ومرفوعا، فقرأه أبو جعفر بحذف الهمزة وتشديد الزاي كما تقدم فليس في هزوا ما ذكر لأبي جعفر وغيره، ويوقف عليهما لحمزة بوجهين وهما: النقل على القياس والإبدال واوا اتباعا للرسم، وحكى بين بين وأيضا تشديد الزاي على الإدغام، ولا يقرأ بهما وتقدم وقف يعقوب بهاء السكت على ما هي قريبا وعن الحسن "متشابه" بميم وتاء مرفوعة الهاء منونة في الوصل وتخفيف الشين وعن المطوعي يـ"تَشَابَهَ عَلَيْنَا" [الآية: ٧٠] مضارعا بالياء وتشديد

١ أي: "الصابئين... ". [أ].
٢ وافقه الأعمش بخلفه وهكذا يقال في نظائره.
٣ أي: "واذكروا" [أ].
٤ ووافقه المطوعي.
٥ الباقون: "هزؤا، كفؤا". [أ].
٦ وافقهم في الموضعين المطوعي.
٧ والإسكان لغة تميم وأسد وعامة قيس والضم لغة الحجازين.


الصفحة التالية
Icon