والمواضع السادس عشر: ﴿قَوَارِيرَا﴾ من قوله تعالى في سورة "الإنسان" ﴿قَوَارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ﴾ ١ ذكره في "المقنع" في باب ما رسم بإثبات الألف على اللفظ أو المعنى، فقال: قال أبو عبيد: وقوله ﴿سَلاسِلا﴾، و ﴿قَوَارِيرَا، قَوَارِيرَا﴾، الثلاثة الأحرف في مصاحف أهل الحجاز والكوفة بالألف، وفي مصاحف أهل البصرة: ﴿قَوَارِيرَا﴾ الأولى بالألف والثانية بغير ألف، ثم ذكرا أبو عمرو وبسنده إلى خلف أنه قال: في المصاحف كلها الجدد والعتق ﴿قَوَارِيرَا﴾ الأولى بالألف والحرف الثاني: ﴿قَوَارِيرَا﴾ فيه اختلاف، فهو في مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة: ﴿قَوَارِيرَا، قَوَارِيرَا﴾ جميعا بالألف، وفي مصاحف أهل البصرة الأول بالألف والثاني ﴿قَوَارِيرَا﴾ بغير ألف، قال أبو عمرو: وكذلك مصاحف أهل مكة، وروى محمد بن يحيى القطعي عن أيوب بن المتكل قال: في مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة، وأهل مكة وعتق مصاحف أهل البصرة ﴿قَوَارِيرَا، قَوَارِيرَا﴾ بألفين، قال أبو عمرو: ولم تختلف مصاحف أهل الأمصار في إثبات الألف في ﴿الظُّنُونَا﴾، و ﴿الرَّسُولا﴾، و ﴿السَّبِيلا﴾، و ﴿سَلاسِلا﴾ واختلفت في ﴿قَوَارِيرَا، قَوَارِيرَا﴾ ثم ذكر أبو عمرو وبسنده إلى أبي إدريس أنه قال: في المصاحف الأول الحرف الأول والثاني يعني ﴿قَوَارِيرَا، قَوَارِيرَا﴾ بغير ألف اهـ. ولما تكلم الجعبري على قول أبي القاسم الشاطبي في عقيلته ﴿سَلاسِلا﴾، و ﴿قَوَارِيرَا﴾ معا ولدي البصري في الثاني خلف سار مشتهرا ونقل كلام المقنع هذا قال: وإذا تأملت هذه النقول وجدت النظم ناقصا عن الأصل حذف ألف ﴿قَوَارِيرَا﴾ الأول وضم المكي إلى البصري اهـ. وكأن الشاطبي اعتمد من كلام المقنع ما هو مشهور كما أشار إلى ذلك بقوله "سار مشتهرا" وإياه قلد الناظم في قوله "ثاني ﴿قَوَارِيرَا﴾ ببصر مختلف" على أنه لا يبعد أن يراد بثاني قواريرا في هذه البيت الألف الثاني في الكلمتين احترازا نم الأول وهو الذي بعد الواو ولا يقبل كلام الشاطبي هذا الاحتمال.
والموضع السابع عشر: ﴿فَلا يَخَافُ﴾ من وقوله تعالى ﴿فلا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ ٢ قال في "المقنع" وفي "الشمس" في مصاحف أهل المدينة والشام ﴿وَلا يَخَافُ﴾ بالواو اهـ.

١ سورة الإنسان: ٧٦/ ١٦.
٢ سورة الشمس: ٩١/ ١٥.


الصفحة التالية
Icon