لا يكتبون في المصاحف إلا ما تحققوا منه أنه قرآن، وتيقنوا أنه قد استقر في العرضة الأخيرة وعلموا أنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكن العلماء القراء اختلفوا في رسم المصحف العثماني على قولين:
١- الفريق الأول وهو قول جمهور العلماء وعلى رأسهم الإمام السخاوي وابن المبارك وغيرهم. قالوا: إن الرسم القرآني توقيفي ولا تجوز مخالفته.
٢- الفريق الثاني في مقابل الجمهور وعلى رأسهم العالم الاجتماعي عبد الرحمان بن خالدون. قالوا: إن الرسم القرآني توفيقي، وعليه تجوز مخالفته.
ولكن المتفق عليه أن القرآن الكريم معجز في رسمه، معجز في نظمه، وقد اشتغل به خيرة العلماء الحفاظ رسما ونظما من أول جمعة وكتابته ولا زالت أسرار رسمه ونظمه غير معروفة المعرفة الدقيقة الكافية. ومن هذه الأسرار الكامنة مثلا:
السر الرباني في اختلاف كتابة بعض الكلمات وهي من جنس واحد. فكلمة "سعوا" بزيادة ألف في نهاية الكلمة وحذفها منها.
في الآية الكريمة: ﴿وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ ١. بزيادة الألف في نهاية "سعوا".
ففي الآية الكريمة: ﴿وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ﴾ ٢. بحذف الألف في نهاية "سطر".
وحذف الألف من آخر كلمة "وعتو" في الآية الكريم ﴿وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا﴾ ٣.
وزيادة الألف في آخر كلمة "وعتوا" في الآية الكريمة: ﴿فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ﴾ ٤. "عتوا" بزيادة الألف في النهاية.
وزيادة ألف في كلمة "يعفوا" في الآية الكريمة: ﴿أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ ٥.
وحذف الألف من آخرها في الآية الكريمة: ﴿فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ﴾ ٦.
٢ سورة سبأ: ٣٤/ ٥.
٣ سورة الفرقان: ٢٥/ ٢١.
٤ سورة الأعراف: ٧/ ٧٧.
٥ سورة البقرة: ٢/ ٢٣٧.
٦ سورة النساء: ٤/ ٩٩.