ومن ذلك كتابة ألف في "مائة"١، ففي الآية الكريمة: ﴿قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ﴾.
وإسقاط الألف من كلمة "فئة"٢ في الآية الكريمة: ﴿فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ ٣.
وهل يستطيع العقل البشري أن يصل إلى كنه كتابة كلمة قرآن بحذف الألف في موضعين، وبإثبات الألف في باقي القرآن الكريم.
- الموضع الأول: الذي كتبت فيه الكلمة بحذف الألف قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ ٤.
- الموضع الثاني: قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ ٥.
وباقي الكلمات القرآنية من هذا الصنف هي بإثبات الألف في سائر سور القرآن الكريم.
ومن الأمثلة المحيرة لدى القراء حذف كلمة سنوات في سائر سور القرآن إلا في الآية الكريمة: ﴿فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا﴾ ٦، وقد كتبت بإثبات الواو دون غيرها في حين أن عدد كلمات السموات في القرآن الكريم ١٩٠ كلمة، وكلها محذوفة.
ومثل هذا التباين في اختلاف الكلمة الواحدة يقال أيضا في قبض التاء، أو بسطها وهي كثيرة تشمل كلمة: "رحمة، ونعمة، وجنة، وقرة، وشجرة، وامرأة وبقية وفطرة... ".
٢ سورة البقرة: ٢/ ٢٤٩، وسورة آل عمران: ٣/ ١٣، وسورة الأنفال: ٨/ ١٦، ٤٥، وسورة الكهف: ٨/ ٤٣، وسورة القصص ٢٨/ ٨١.
٣ سورة البقرة: ٢/ ٢٤٩.
٤ سورة يوسف: ١٢/ ٢.
٥ سورة الزخرف: ٤٣/ ٣.
٦ سورة فصلت: ٤١/ ١٢.