منادى أضافه المتكلم إلى نفسه فالياء منه ساقطة، كقوله: "يقوم" "يعباد فاتقون" "١٦" "يعباد الذين ءامنوا" "١٠" في سورة الزمر، إلا حرفين أثبتوا فيهما الياء في العنكبوت "يعبادي الذين ءامنوا" "٥٦"، وفي الزمر: "يعبادي الذين أسرفوا" "٥٣"، قال: واختلفت المصاحف في حرف في الزخرف "يعبادي لا خوف عليكم" "٦٨" فهو في مصاحف أهل المدينة بياء، وفي مصاحفنا يعني مصاحف أهل العراق بغير ياء.
حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا محمد بن قطن قال: حدثنا أبو خلاد قال: حدثنا اليزيدي عن أبي عمرو أنه رأى ذلك في مصاحف أهل المدينة والحجاز بالياء، قال اليزيدي: وهو في مصاحفنا بغير ياء، وروى معلى بن عيسى عن عاصم الجحدري قال: "إبراهيم" في البقرة بغير ياء، كذا وجد في الإمام وهو في كل القرآن بالياء.
فصل:
قال أبو عمرو: وكل اسم مخفوض أو مرفوع آخره ياء ولحقه التنوين، فإن المصاحف اجتمعت على حذف تلك الياء بناء على حذفها من اللفظ في حال الوصل لسكونها وسكون التنوين بعدها، وذلك في نحو قوله: " ﴿غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ﴾، و ﴿مِنْ هَادٍ﴾، و ﴿مِنْ وَالٍ﴾، و ﴿مِنْ وَاقٍ﴾، وغواش، وليال، وبواد، وفي كل واد، ومستخف، وإلا زان، ودان، و ﴿لَآتٍ﴾، و ﴿مُلاقٍ﴾، و ﴿مَنْ رَاقٍ﴾ " وشبهه.
حدثنا بذلك محمد بن أحمد بن علي، عن محمد بن القسم الأنباري، وكذلك وجدنا ذلك في كل المصاحف، وبالله التوفيق.
باب ذكر ما حذفت منه الواو اكتفاء بالضمة منها، أو لمعنى غيره:
حدثنا أبو مسلم١ محمد بن أحمد الكاتب قال: حدثنا ابن الأنباري قال: وحذفت الواو من أربعة أفعال مرفوعة، أولها في سبحان: "ويدع الإنسن بالشر"
١ كذا في ٤٦ وب، وفي ٤٧ أبو هشام، وفي ٤٨ بحذف الكنية. ترجم في غاية النهاية ج٢ ص١٣ وكني بأبي مسلم.