فصل:
قال أبو عمرو: واتفق١ كتاب المصاحف على رسم ألف بعد الواو صورة للهمزة في قوله في المائدة: "أَنْ تبوأ بإثمي" "٢٩" وفي القصص "لتنوأ بالعصبة" "٧٦" ولا أعلم همزة متطرفة قبلها ساكن صوّرت خطّا في المصحف إلا في هذين الموضعين لا غير، وكذلك اتّفقوا على أن رسموا ألفًا بعد الشين في قولة "النشأة" "٢٠" في العنكبوت والنجم "٤٧" والواقعة "٦٢" ولا أعلم همزة متوسطة قبلها ساكن رسمت في المصحف إلا في هذه الكلمة، وفي قوله "موئلا" "٥٨" في الكهف لا غير، ويجوز عندى أن يكون رسموها ههنا على قراءة من فتح الشين ومدّ.
واختلفت المصاحف في قوله في الأحزاب "يسئلون عن أنبائكم" "٢٠" وسيأتي ذلك في موضعه إن شاء الله، وقد بقي من هذا الباب مواضع يأتي ذكرها فيما اجتمعت المصاحف على رسمه إن شاء الله.
فصل:
قال أبو عمرو: واجتمع أيضًا كتّاب المصاحف على رسم النون الخفيفة ألفًا، وجملة ذلك موضعان: في يوسف "وليكونا من الصغرين" "٣٢" وفي العلق ﴿لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ﴾ "١٥" وذلك على مراد الوقف وكذلك رسموا النون ألفًا لذلك في قوله: ﴿وَإِذًا لا يَلْبَثُونَ﴾ و ﴿فَإِذًا لا يُؤْتُونَ النَّاسَ﴾ و"إذا لأذقنك" و"قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا" وشبهه من لفظه حيث وقع، وكذلك رسموا التنوين نونًا في قوله ﴿وَكَأَيِّنْ﴾ حيث وقع وذلك على مراد الوصل، والمذهبان قد يستعملان في الرسم دلالة على جوازهما فيه، وقال الغازي بن قيس: العذاب، والعقاب، والحساب، والبيان، والغفار، والجبّار، والساعة، والنهار، بألف يعني في المصاحف وذلك على اللفظ.
قال أبو عمرو: وكذلك رسموا كل ما كان على وزن فَعال -بفتح الفاء وبكسرها- وعلى وزن فاعل نحو: "ظالم، وكاتب، وشاهد، ومارد، وشارب، وطارد" وعلى وزن فعَّال نحو: "خوان، وختار، وصبار، وكفار" وعلى وزن
١ واتفقت في ب.