من المدينة فيجيء، فيقولون: كيف أقرأك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آية كذا وكذا؟ فيقول: كذا وكذا، فيكتبون١ كما قال، ومن هنا جعلت موافقة القراءة رسم المصحف ركنًا من أركان القراءة الصحيحة٢، وهم لا يريدون بذلك إلا الرسم العثماني الذي يتفق هو والمروي الثابت من صحيح القراءات، دون ما عداه من قراءات كانت في المصاحف الأخرى، وانتزعها عثمان رضي الله عنه٣.
وهكذا ألف القرآن -كما قال مالك عليه الرضوان- على ما كانوا يسمعون من قراءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم٤- وإجماع القراء عليه٥، أممًا عن أمم٦.

١ المقنع: ٨.
٢ النشر: ١/ ٩.
٣ انظر المصاحف للسجستاني: ٣٤.
٤ وانظر تاريخ القرآن للزنجاني: من ص٤٠-٤٦.
٥ المقنع: ٩.
٦ منجد المقرئين: ٦٠.


الصفحة التالية
Icon