وتغلبُ لمهلهل، وبكر لعمرو بن قميئة (١) والمرقش الأكبر، وإياد لأبي دؤاد (٢).
قال - أي عمر بن شبَّة: وزعم بعضهم أَنَّ الأفوهَ الأوديَّ (٣) أقدمُ من هؤلاءِ، وأَنَّهُ أَولُ من قَصَّدَ القصيدَ، قال: وهؤلاءِ النَّفَرُ المُدَّعى لهم التقدمُ في الشعرِ مُتقاربون، لعلَّ أقدمهم لا يسبقُ الهجرةَ بِمائةِ سنةٍ أو نحوها» (٤).
وأكثر العلماء يَخصُّون المهلهل بن ربيعة بفضل ريادةِ الشعراء أصحاب القصيد، إذ يقول ابن سلام (٥): «وكان أول من قَصَّدَ القصائد، وذَكَر الوقائع المهلهل بن ربيعة» (٦). ويقول الأصمعي (٧): «أول من تُروى له كلمة تبلغ ثلاثين بيتًا من الشعر مهلهل، ثم ذؤيب بن كعب بن عمرو بن تَميم (٨)، ثُم
_________
= على ذهاب كثير من شعر الجاهلية.. انظر: الشعر والشعراء ١/ ٢٦٧، الأغاني ١٩/ ٨٤.
(١) هو عمرو بن قميئة بن سعد بن مالك البكري، شاعر جاهلي قديم، عده ابن سلام من الطبقة الثامنة من الجاهليين، لم تعرف سنة وفاته. انظر: الشعر والشعراء ١/ ٣٧٦.
(٢) هو جارية بن الحجاج الإيادي، توفي سنة ٥٤٠ م أو ٥٥٠ م، شاعر قديم، وقد أهملت العرب رواية شعره لأن ألفاظه ليست بنجدية. انظر: الأصمعيات ١٨٥.
(٣) هو أبو ربيعة صلاءة بن عمرو بن مالك من مذحج، شاعر جاهلي قديم، كان سيد قومه وحكيمهم، توفي أيام عمرو بن هند سنة ٥٠ قبل الهجرة. لقب بالأفوه لغلظ شفتيه، وظهور أسنانه. انظر: الشعر والشعراء ١/ ٢٢٣، ديوانه (ضمن الطرائف الأدبية) للميمني ٣.
(٤) المزهر ٢/ ٤٧٧.
(٥) هو محمد بن سلام الجُمَحيُّ البصري، المتوفى سنة ٢٣١ هـ، من أعلم الناس وأوثقهم بالشعراء وطبقاتهم، وله كتاب طبقات فحول الشعراء. انظر: معجم الأدباء ١٨/ ٢٠٤.
(٦) طبقات فحول الشعراء ١/ ٣٩.
(٧) هو عبدالملك بن قريب الأصمعي الباهلي، من أوثق رواة الشعر والأخبار والغريب، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء، وتوفي سنة ٢١٦ هـ. وله الأصمعيات وهي مختارات من الشعر. انظر: مقدمة تحقيق الأصمعيات ١١.
(٨) شاعر جاهلي قديم من تميم، قبل امرئ القيس بثلاثين سنة، وبعد المهلهل في تقصيد القصيد. انظر: الاشتقاق ٢٠١ - ٢٠٢.


الصفحة التالية
Icon