٣ - وأمر النبي - ﷺ - حسانَ بذلك فقال: «اهجهم - أو هاجهم - وجبريل معك». (١)
٤ - قال - ﷺ -: «إِنَّ من الشِّعْرِ حِكمةً» (٢).
٥ - عن الشَّريدِ (٣) رضي الله عنه قال: ردفتُ رسولَ الله - ﷺ - يومًا فقال: «هل معكَ من شعرِ أميةَ بن أبي الصلت شيءٌ؟ قلت: نعم. قال: هيه. فأنشدته بيتًا، فقال: هيه - أي: زدني -، ثم أنشدته بيتًا فقال: هيه، حتى أنشدته مائة بيت (٤).
٦ - أَقَرَّ النبيُّ - ﷺ - صحابته على قول الشعر وسَماعهِ وإنشاده واستنشاده في حضرته، فعن جابرِ بنِ سَمُرةَ رضي الله عنه قال: كان أصحابه يتذاكرون عنده الشعر وأشياء من أمورهم، فيضحكونَ، ورُبَّما تَبَسَّم - ﷺ - (٥).
كل هذه الأحاديث تدلُّ على أنَّ النبي - ﷺ - كان يُرخِّصُ في قولِ الشِّعرِ، بل ويأمرُ به للردِّ على المشركين، ويستنشدُ بعضَ الصحابةِ. مِمَّا يدلُّ على جوازهِ، وجُمهورُ الفقهاء من المذاهب الأربعة المتبوعة مجمعون على جوازه وإباحته، وهو المنقول عن عامة أهل العلم قديمًا
_________
= كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل حسان ٤/ ١٩٣٤.
(١) صحيح البخاري، ك الأدب، باب هجاء المشركين ٥/ ٢٢٧٩، صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل حسان ٤/ ١٩٣٣.
(٢) صحيح البخاري، ك الأدب، باب ما يجوز من الشعر ٥/ ٢٢٧٦.
(٣) هو الشريد بن سويد الثقفي رضي الله عنه، صحابي جليل شهد بيعة الرضوان، قيل: أصله من حضرموت، توفي في خلافة يزيد بن معاوية. انظر: طبقات ابن سعد ٥/ ١٤٥، أسد الغابة ٢/ ٤٢٣.
(٤) صحيح مسلم، كتاب الشعر ٤/ ١٧٦٧، جزء في أحاديث الشعر.
(٥) مسند أحمد ٥/ ٨٥، سنن الترمذي، كتاب الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر ٥/ ١٢٨، وقال: حديث حسن صحيح. صحيح ابن حبان، كتاب الحظر والإباحة، باب الشعر والسجع ١٣/ ٩٦، مسند أبي يعلى ١٣/ ٣٦٩، مصنف ابن أبي شيبة، كتاب الأدب، باب الرخصة في الشعر ٨/ ٥٢٤.


الصفحة التالية
Icon