فجاء بعده محمد بن سلَّام (ت ٢٣١ هـ) (١) واستفاد من تقسيم الأصمعي، وحذا حذوه في تخير طبقة الفحول من الشعراء، وقال: «فاقتصرنا من الفحول المشهورين على أربعين شاعرًا» (٢). وقد قسم ابن سلاَّم الشعراءِ إلى طبقتين:
الأولى: طبقات فحولِ الجاهلية.
والثانية: طبقات فحول الإسلام.
وفرَّقَ الشعراءَ المخضرمين على هاتينِ الطبقتيْن (٣). غير أن تقسيمه هذا لم يحظ بالقبول لكونه تقسيمًا رأسيًا مغلقًا (٤). والذي استقرَّ عليه أمر تقسيمِ الشعراءِ حسبَ عصورهم الزمنية، هو تقسيمهم إلى أربع طبقات:
- الطبقة الأولى: طبقة الشعراء الجاهليين، وهم من عاش قبل الإسلام كامرئ القيس بن حُجر، وزُهَيْر بن أبي سُلْمى، وغيرهما.
- الطبقة الثانية: طبقةُ المخضرمين، وهم الذين أدركو الجاهلية والإسلام كلبَيدِ بن ربيعةَ، وحَسَّانِ بن ثابت رضي الله عنهما.
- الطبقة الثالثة: طبقة الإسلاميين، وهم الذين عاشوا في صدر الإسلام ولم يدركوا الجاهلية، كجرير، والفرزدق.
- الطبقة الرابعة: طبقة المُولَّدين، ويقال لهم المُحدَثون كبشارِ بن برُد (٥)،
_________
(١) هو أبو عبد الله مُحمَّدُ بن سلاَّم بن عُبيد الله بن سالم البَصريُّ الجُمَحيُّ، علاَّمةٌ بالشعر واللغة، من تلاميذه ثعلب وغيره، من أشهر كتبه المطبوعةِ كتاب طبقات فحول الشعراء، توفي سنة ٢٣١ هـ ببغداد. انظر: تاريخ بغداد ٥/ ٣٢٧، إنباه الرواة ٣/ ١٤٣.
(٢) طبقات فحول الشعراء ١/ ٢٤.
(٣) انظر: طبقات فحول الشعراء ١/ ٢٤.
(٤) انظر: طبقات الشعراء في النقد الأدبي للدكتور جهاد المَجالي ٦٧.
(٥) هو أبو معاذ، مولى بني عُقَيل، أحد الشعراء المطبوعين العُميان، ورأس الشعراء المُحدَثين، نشأ في البصرة وانتقل إلى بغداد، توفي سنة ١٦٨ هـ انظر: الشعر والشعراء ٢/ ٧٥٧، تاريخ بغداد ٧/ ١١٢.


الصفحة التالية
Icon