وأما لام "بل" فأجمعوا على إدغامها عند الراء، وهي ثلاثة مواضع: "بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ" [النساء: ١٥٨]، و"بَل رَّبُّكُمْ" [الأنبياء: ٥٦]، و"بَل رَّانَ" [المطففين: ١١].
واختلفوا في إدغامها عند سبعة أحرف، عند: التاء، والزاي، والسين، والضاد، والطاء، والظاء، والنون، نحو: ﴿بَلْ تَأْتِيهِمْ﴾ [الأنبياء: ٤٠]، ﴿بَلْ تَحْسُدُونَنَا﴾ [الفتح: ١٥] وشبهه، و ﴿بَلْ زُيِّنَ﴾ [الرعد: ٣٣]، و ﴿بَلْ زَعَمْتُمْ﴾ [الكهف: ٤٨] ولا ثالث لهما، و ﴿بَلْ سَوَّلَتْ﴾ في الموضعين [يوسف: ١٨، ٨٣] حسب، و ﴿بَلْ ضَلُّوا﴾ [الأحقاف: ٢٨] ولا ثاني له، و ﴿بَلْ طَبَعَ﴾ [النساء: ١٥٥]، و ﴿بَلْ ظَنَنْتُمْ﴾ [الفتح: ١٢] ولا مثل لهما، و ﴿بَلْ نَتَّبِعُ﴾ [البقرة: ١٧٠]، و ﴿بَلْ نَحْنُ﴾ [الواقعة: ٦٧] وشبهه.
فأدغم الكسائي اللام في السبعة، وأدغم حمزة في التاء والسين فقط، واختُلف عنه في:
﴿بَلْ طَبَعَ﴾ فمحصول ما ذكر أئمتنا أن فيه الخلاف عن خلف وخلاد، وبالوجهين آخذ لهما، وكان حمزة يخير فيه.
وروى الدوري عن سليم عنه أنه كان ربما قرأ عليه القارئ بإدغام:
﴿بَلْ زَعَمْتُمْ﴾، و ﴿بَلْ نَحْنُ﴾ فيجيزه، والأخذ له فيهما بالإظهار.
وأظهر هشام عند الضاد والنون فقط، هكذا تظاهرت الروايات عن الحلواني عنه، وأظهر الباقون اللام عند السبعة.

باب حروف الهجاء:


قرأ الحرميان وعاصم: ﴿كهيعص، ذِكْرُ﴾ [مريم: ١، ٢] بإظهار الدال من "صاد" عند الذال من ﴿ذِكْرُ﴾ وأدغم الباقون.
قرأ حمزة ﴿طسم﴾ بإظهار النون عند الميم، وهما موضعان؛ في [الشعراء، والقصص: ١]، وأدغم الباقون.
قرأ ابن عامر والكسائي وورش وأبو بكر ﴿يّس، وَالْقُرْآنِ﴾ [يس: ١، ٢] و {نْ


الصفحة التالية
Icon