شرح ما أميل من الألف المنقلبة في الأفعال:
التي يختص بهذا الباب منها ما اعتلَّت لامه دون ما اعتلَّت عينه؛ لأن ما اعتلَّت عينه سببه في الإمالة ليس الانقلاب، ولكن سبب آخر على ما نبينه، إن شاء الله تعالى.
فالأفعال تنقسم إلى: ماضٍ ومضارع، والماضي ينقسم إلى: ثلاثي ومزيد، والثلاثي ينقسم إلى: أن يكون من بنات الياء أو من بنات الواو، وله في كليهما بناء واحد وهو "فَعَلَ".
وقد قسم أبو الطيب وغيره ما كان من بنات الياء إلى قسمين: قسم عين الفعل فيه همزة، وقسم ليست عين الفعل فيه همزة.
والمزيد سبعة أبنية: أفْعل، فعَّل، تفعل، افتعل، استفعل، فاعلَ، تفاعلَ.
تمثيل ذلك:
فَعَل: من ذوات الواو، لم يختلف فيه إلا في أربعة أفعال، وهي: ﴿دَحَاهَا﴾ [النازعات: ٣٠]، و ﴿طَحَاهَا﴾ [الشمس: ٦]، و ﴿تَلاهَا﴾ [الشمس: ٢]، و ﴿سَجَى﴾ [الضحى: ٢] واتفقوا على التفخيم فيما سوى ذلك، نحو: "دعا، ونجا، وخلا، وبدا".
وذكر بعض الناس أنه يقال: دحيتُ، وأن "دحا" على هذا من ذوات الياء، فليتأمل ذلك.
فَعَلَ: من ذوات الياء، مما ليست عينه همزة: "أبى، وقضى، وكفى، وهدى، ورمى، وطغى، وعسى" حيث وقع، وما أشبهه، وجملتها اثنان وأربعون موضعا.
فأما ما عينه همزة، فنجعله في باب "الإمالة للإمالة".
أفْعل نحو: "أحيا" اتصل به ضمير أو لم يتصل، و"أتاكم، وأحصى"، و"أدراك، أدراكم" حيث وقع، ﴿وَلَوْ أَرَاكَهُمْ﴾ [الأنفال: ٤٣]، و ﴿أَوْحَى﴾، و ﴿أَلْقَى﴾ ونحوه.
وجملته مائة وثلاثة وعشرون موضعا.