فأما المنقول بالهمزة، نحو: ﴿فَأَجَاءَهَا﴾ [مريم: ٢٣]، و ﴿أَزَاغَ اللَّهُ﴾ [الصف: ٥] فلا خلاف أيضا في فتحه. على أني قرأت على أبي القاسم -رحمه الله- لحمزة من طريق ابن قنبي عن سليم عن حمزة ﴿أَزَاغَ اللَّهُ﴾ بالإمالة، وأذكر أنني كررت لفظي به عليه -رحمه الله- عند التلاوة، وكذلك قرأت عليه في غير السبعة ﴿فَأَجَاءَهَا﴾ ممالا.
وألف هذه الأفعال منقلب عن ياء إلا ﴿خَافَ﴾ وحدها، قال سيبويه: فإنها منقلبة عن واو، وقرأ بعضهم ﴿خَافَ﴾ يعني ممالا، قال: وأما العامة فلا يميلون ما كانت الواو فيه عينا.
السبب الخامس: الإمالة للإمالة
قال سيبويه: "وقال ناس: رأيت عمادا، فأمالوا للإمالة، كما أمالوا للكسرة".
قال: "وقالوا: معزانا في قول من قال: عمادا، فأمالهما جميعا، وذا قياس".
قال أبو جعفر: ما أميل لأجل الإمالة مما اختلف فيه القراء لا يخلو من أن يكون فعلا أو اسما.
فالفعل ثلاث كلم: "رأى، ونأى، وتراءى".
فأما ﴿رَأَى﴾ فلا يخلو أن تلقاه ألف الوصل، وأن لا تلقاه.
فإن لم تلقه، فجملة ما جاء منه ستة عشر موضعا، أولها في [الأنعام: ٧٦] ﴿رَأى كَوْكَبًا﴾ وفي [هود: ٧٠] ﴿رَأى أَيْدِيَهُمْ﴾، وفي [يوسف: ٢٤، ٢٨] "لَوْلا أَن رَّأَى"، و ﴿فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ﴾، وفي [طه: ١٠] ﴿رَأَى نَارًا﴾، وفي [الأنبياء: ٣٦] ﴿وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ وفي [النمل: ١٠، ٤٠] ﴿فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ﴾، ﴿فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ﴾، وفي [القصص: ٣١] ﴿فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ﴾، وفي [فاطر: ٨] ﴿فَرَآهُ حَسَنًا﴾، وفي [الصافات: ٥٥] ﴿فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ﴾، وفي [النجم: ١١، ١٣، ١٨] ﴿مَا رَأَى﴾، ﴿وَلَقَدْ رَآهُ﴾، و {َلَقَدْ


الصفحة التالية
Icon