وقد اختلف القراء في هذا الباب؛ فأخذ أبو مزاحم الخاقاني بالإمالة في جميعه من غير استثناء شيء منه على ما توجبه الرواية، وهو مذهب أبي أحمد عبد الوهاب بن عيسى بن أبي نصر البغدادي، يعرف بابن أبي الشفق.
وكان الشذائي ربما أخذ به، حدثنا بذلك أبو الحسن بن كرز عن ابن عبد الوهاب، عن أبي عبد الله الكارزيني، عن أبي بكر الشذائي.
وأما ابن مجاهد فقسمه ثلاثة أقسام: قسم يمال، وقسم لا يمال، وقسم يشترط فيه.
القسم الأول: خمسة عشر حرفا، يجمعها هجاء: "فجثت زينب لذود شمس".
تمثيل ذلك:
الفاء ﴿مَصْفُوفَةٌ﴾، الجيم ﴿حُجَّةٌ﴾، والثاء ﴿مَبْثُوثَةٌ﴾، التاء ﴿بَغْتَةً﴾، الزاي ﴿بَارِزَةً﴾، الياء ﴿جَارِيَةٌ﴾، النون ﴿جَنَّةٍ﴾، الباء ﴿حَبَّةٍ﴾، اللام ﴿عَامِلَةٌ﴾، الذال ﴿لَذَّةٍ﴾، الواو ﴿قُوَّةً﴾، الدال "خامدة"، الشين ﴿فَاحِشَةً﴾، الميم ﴿نِعْمَةَ﴾، والسين ﴿الْمُقَدَّسَةَ﴾، ونحو هذه الكلم يملن حيث وقعن.
القسم الثاني: حدثني أبو القاسم -رحمه الله- حدثنا أبو معشر، حدثنا الحسين بن علي، حدثنا الخزاعي قال: سمعت أبا بكر -يعني الشذائي- يقول: وكان ابن مجاهد وابن المنادي يختاران ترك الإمالة مع تسعة أحرف تأتي قبل هاء التأنيث، سبعة منها حروف الإطباق وهي "ضغط خص قظ" ومع الحاء والعين.
قال أبو جعفر: زاد الحاء والعين على مذهب الكوفيين؛ لأنهما عندهم من حروف الاستعلاء.
تمثيل ذلك:
الضاد ﴿قَبْضَةً﴾، الغين ﴿بَالِغَةٌ﴾، الطاء ﴿بَسْطَةً﴾، الخاء ﴿الصَّاخَّةُ﴾، الصاد ﴿خَالِصَةً﴾، القاف ﴿الْحَاقَّةُ﴾، الظاء ﴿غِلْظَةً﴾، الحاء ﴿أَجْنِحَةٍ﴾، العين ﴿وَاسِعَةٌ﴾، ونحوهن يفتحن حيث وقعن.


الصفحة التالية
Icon