القسم الثالث: أربعة أحرف، يجمعها هجاء "أكره". قال أحمد بن عمار الضرير: إن انفتح ما قبل هذه الحروف، أو انضم، أو كان ألفا، أو واوا ساكنة، أو حرفا ساكنا من حروف السلامة قبل فتحة أو ضمة وُقف بالفتح، نحو: "التهلكة، وبراءة، وامرأة، وعورة، وسورة، وعسرة، وقترة" وإن انكسر ما قبل هذه الحروف، أو كان ياء ساكنة، أو ساكنا سالما قبله كسرة أمال، نحو "ناظرة، وعشيرة، ووجهه" إلا أن يكون الساكن مطبقا فيفتح نحو "فِطْرَة".
حدثنا أبو القاسم، حدثنا أبو معشر، حدثنا الحسين، حدثنا الخزاعي قال: وكان ابن مجاهد يختار أيضا ترك الإمالة إذا كان قبل الهاء راء مفتوح ما قبلها، نحو ﴿غَبَرَةٌ﴾ فإذا كانت كسرة أمالها، نحو ﴿فَاقِرَةٌ﴾ فإن سكن ما قبل الراء، وانفتح أو انضم ما قبل الساكن لم يمل، نحو "عشرة، ونظرة، وفترة" فإن انكسر ما قبل الساكن أمال نحو ﴿سِدْرَةِ﴾ ولم يمل "فِطْرَة"، فإن كان قبل الراء ياء ساكنة أو كسرة أمال، نحو: ﴿صَغِيرَةً﴾ فإن كان ما قبلها واوا لم يمل، نحو: ﴿سُورَةٌ﴾ فإن كان قبل الهاء همزة قبلها كسرة أمال، نحو ﴿سَيِّئَةٍ﴾ فإن انفتح ما قبل الهمزة فتح نحو "امْرَأَة" فإن كان في الكلمة هاءان أمال نحو ﴿فَاكِهَةٌ﴾ إلا أن يكون وزن الكلمة على "فَعَالة" نحو: ﴿سَفَاهَةٍ﴾ فإن كان قبل الهاء كاف قبلها كسرة أو ياء ساكنة أمال نحو "الملائكة، والأيكة" فإن كان قبلها غيرهما فتح نحو ﴿الشَّوْكَةِ﴾ فإن أملت فجائز.
قال أبو جعفر: فهذا تفسير اختيار ابن مجاهد، وإليه مال الناس وبه أخذوا، وإياه اختار أبو محمد وأبو عمرو، على أن أبي -رضي الله عنه- أخبرني غير مرة أن أبا الحسن علي بن عبد الرحمن المقرئ الحافظ أخبره أن أبا عمرو رجع عن اختياره ذلك إلى اختيار إطلاق القياس١.
وأما أنا، فآخذ في رواية الدوري باختيار ابن مجاهد، وفي رواية أبي الحارث