باختيار أبي مزاحم، وقد أدخل أبو مزاحم في هذا الباب إمالة هاء السكت، وذكر أنه قرأ به نحو "ماهيه، وكتابيه، وحسابيه"، وبه قرأت من طريقه.
فحدثنا أبو القاسم، حدثنا أبو معشر، حدثنا الحسين، حدثنا الخزاعي قال: سمعت أبا بكر -يعني الشذائي- يقول: سمعت أبا مزاحم يقول: قرأت بإمالة ما قبل هاء الوقف، وهو قول ابن أبي الشفق، وإليه ذهب ثعلب وابن الأنباري.
قال أبو الفضل: وسمعت الشذائي يقول: سمعت ابن المنادي يقول:
والإمالة جائزة.
فقال لي أبي -رضي الله عنه: وجه إمالة ما قبل هاء السكت الشبه اللفظي الذي بينها، وبين هاء التأنيث١.
قال أبو جعفر: وهذا عندي مثل "طلبنا" في الشذوذ.
فأما هاء المبالغة فهاء تأنيث.
ولم يبق من حروف المعجم إلا الألف، ولا مدخل لها في هذا الباب لسكونها، فالوقف على "الصلاة، الزكاة، الحياة، النجاة، مناة، هيهات هيهات، ذات، اللات" بالفتح على حد الوصل، والوقف على "مزجاة، مرضات، مشكاة، تقاة" بالإمالة على حد الوصل؛ لأن الممال فيهن الألف وما قبلها لا الهاء، والممال في هذا الباب للكسائي هاء التأنيث وما قبلها، فالبابان متباينان.
الإمالة للفرق بين الاسم والحرف:
قال سيبويه: "وقالوا: با، وتا في حروف المعجم -يعني بالإمالة- لأنها أسماء ما يلفظ به، وليس فيها ما في: قد ولا، وإنما جاءت كسائر الأسماء لا لمعنى آخر".
قال أبو جعفر: لا تخلو حروف التهجي الواقعة في أوائل السور مما فيه ألف أن تكون الألف آخرها أو لا تكون آخرها.

١ قوله: "الشبه اللفظي" أي: إن هاء السكت أشبهت هاء التأنيث في الوقف نطقا، حيث اتفقا صفة ومخرجا وإن اختلفا في المعنى.


الصفحة التالية
Icon