فإن لم تكن الألف آخرها لم يكن بينهم خلاف في الفتح، نحو: كاف، وصاد، ولام، ونحوه.
وإن كانت الألف آخرها اختلفوا في الإمالة وفي الفتح، وجملة ذلك ثماني كلم وهن: ﴿الر، والمر، وكهيعص، وطه، وطسم، وطس، ويّس﴾ و ﴿حم﴾ في السبعة١.
فقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي ما آخره ألف من ذلك بالإمالة، إلا أن حمزة فتح "ها" من ﴿كهيعص﴾ وحده.
وتابعهم أبو عمرو على إمالة ﴿الر﴾، ﴿المر﴾ حيث وقع، وعلى إمالة الهاء من ﴿كهيعص﴾ والهاء من ﴿طه﴾ وفتح الطاء من ﴿طه﴾، و ﴿طسم﴾ في السورتين٢، و ﴿طس﴾، والياء من ﴿يّس﴾.
واختُلف عن أبي شعيب عنه في إمالة الياء في "مريم" لا غير، وقرأ الحاء في السبع السور بين اللفظين.
وتابعهم ابن عامر على إمالة ﴿الر﴾، و ﴿المر﴾ على أن الخزاعي وفارس بن أحمد حكيا عن أبي أحمد، عن ابن عبدان، عن الحلواني، عن هشام فتح الراء في ذلك.
وبالإمالة قرأت على أبي -رضي الله عنه- وعلى ابن شريح من طريق ابن عبدان، وهو المنصوص عن هشام وعن الحلواني عنه، وعلى إمالة الياء من ﴿كهيعص﴾ وفتح الياء من ﴿يّس﴾ والطاء في جميع السور.
زاد ابن ذكوان إمالة ﴿حم﴾ في السبعة.
وتابع ورش على إمالة الهاء من ﴿طه﴾، وقرأ سائرهن بين بين٢ "إلا الطاء من ﴿طه﴾، و ﴿طسم﴾ في الموضعين، و ﴿طس﴾، والياء من ﴿يّس﴾ فإنه فتحهن".
وقرأ قالون الهاء والياء من ﴿كهيعص﴾ بين بين، وفتح سائرهن.
وأخلص الباقون الفتح في ذلك كله.

١ أي: إمالة "را، ها، يا، طا، حا".
٢ أول الشعراء والقصص.
٣ إطلاق قوله مخالف لما في "التبصرة" و"التيسير" وذكر ابن الجزري مذهبه تفصيلا في "النشر".


الصفحة التالية
Icon