الإمالة لكثرة الاستعمال:
روى عبد الله بن داود الخريبي عن أبي عمرو إمالة ﴿النَّاسِ﴾ حيث وقع، منصوبا كان أو مجرورا أو مرفوعا، نحو ﴿إنَ النَّاسَ﴾، و ﴿بِرَبِّ النَّاسِ﴾، و ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ وبه قرأت من طريقه على أبي القاسم شيخنا -رحمه الله.
ووجه هذه القراءة أن هذا الاسم أُميل لكثرة استعماله في الكلام، كما أُميل "الحجاج" إذا كان علما لأنه كثير في الكلام، ذكره سيبويه.
وإمالته في الجر لا كلام فيه لحصول سبب الإمالة، وهي كسرة الإعراب.

باب الراءات:


أصل الراء عندهم الفتح، حتى يدخل عليها ما يحدث الترقيق وجوبا أو اختيارا.
وليس الغرض في هذا الباب ما كان القصد بإمالته غيرها نحو "الأبرار، والنصارى" وشبه ذلك مما أريد فيه إمالة الألف، وإنما الغرض تبيين أحكامها في نفسها، وذلك على ضربين: متفق عليه، ومختلف فيه، وكلا الضربين يحتاج إلى شرحه.
شرح المتفق عليه:
وهو ينقسم ثلاثة أقسام: قسم أجمعوا على تفخيمه، وقسم أجمعوا على ترقيقه، وقسم جوز أهل الأداء فيه الوجهين لجميعهم.
الأول: كل راء متحركة بالفتح أو الضم، قبلها فتحة أو ضمة أو كسرة عارضة، أو ساكن قبله أحد هذه الثلاثة، أو كان بعدها حرف استعلاء أو راء أخرى في كلمة بينهما ألف، فهي مفخمة بإجماع، طرفا كانت أو غيره، منونة أو غير منونة، مشددة أو مخففة، نحو: ﴿إِنَّ رَبَّكَ﴾، و ﴿حَذَرَ الْمَوْتِ﴾، و ﴿غَرَابِيبُ سُودٌ﴾، و ﴿رُزِقُوا﴾، و ﴿يُرَدُّونَ﴾، و ﴿ذْكُرُوا﴾، و ﴿الْيُسْرَ﴾، و ﴿الْعُسْرَ﴾، و ﴿عُسْرًا﴾،


الصفحة التالية
Icon