وقال لي أبي -رضي الله عنه: الأمر في هذا قريب، ولم يذكر مكي إلا ما قرأ به على أبي الطيب، ونصوص القوم يسبق منها ما ذهب إليه، والأقيس ما رواه أبو عمرو، وعبارتهم لا يقطع منها على خلاف ما رآه، لا سيما أن الكوفيين همزة بين بين عندهم ساكنة، فهي ممدودة، وتجيء عبارة القراء على قول الكوفيين، وهو أكثر ما يوجد لهم، والله أعلم.
السادس: ﴿آلِهَتِنَا﴾ في [الزخرف: ٥٨].
أجمعوا على قراءته بالاستفهام، إلا ما ذكر الأهوازي عن أبي حفص الكتاني، عن زيد بن أبي بلال، عن الرملي، عن النحاس، عن أبي يعقوب، عن ورش أنه قرأه على الخبر، وهي رواية ابن عبد الرزاق، عن عبد الجبار بن محمد، عن أبي الأزهر عنه١، ولم أقرأ له بذلك.
وكان الكوفيون يحققون الهمزتين، وبعدهما ألف مبدلة من الهمزة التي هي فاء الفعل.
وسهل الباقون الثانية وبعدها ألف، ولم يدخل أحد منهم ألفا بين المحققة والمسهلة لما ذكرنا في ﴿آمَنْتُمْ بِهِ﴾ [الأعراف: ١٢٣]. وقياس قول السلمي عن الشاميين عن ابن ذكوان إدخالها بينهما، ولم يذكر فيه الأهوازي عنه شيئا.
السابع: ﴿أَذْهَبْتُمْ﴾ في [الأحقاف: ٢٠].
قرأ ابن ذكوان بهمزتين محققتين من غير إدخال ألف بينهما، وكذلك قال الأخفش عن هشام.
وقرأ ابن كثير وهشام بهمزتين الثانية مسهلة، وأدخل هشام بينهما ألفا على أصله، ولم يدخلها ابن كثير على أصله أيضا. الباقون بهمزة واحدة على الخبر.
الثامن: ﴿النُّشُورُ، أَأَمِنْتُمْ﴾ [الملك: ١٥، ١٦].
أجمعوا على الاستفهام فيه، وحقق الهمزتين الكوفيون وابن ذكوان.

١ عن ورش، انظر طريقه في "المستنير" لابن سوار، صدر عن الدار.


الصفحة التالية
Icon