ولين الثانية الباقون، وهم على أصولهم في البدل، وبين بين.
وروى ابن مجاهد وجماعة عن قنبل أنه أبدل همزة الاستفهام واوا مفتوحة في الوصل، فإذا ابتدأ حققها.
فأما الثانية التي هي فاء الفعل، فالثابت عن ابن مجاهد وغيره عنه تسهيلها بين بين.
وذكر الأهوازي عن ابن شنبوذ، وغيره عن قنبل تحقيقها١، فيقول:
"النشور، وأمنتم".
والصواب عندي في الرواية ما ثبت عن ابن مجاهد٢ عنه، ألا ترى أنه إذا ابتدأ على هذا القول جمع بين همزتين محققتين، وهذا خلاف لأصله، إلا أن يكون في قول هؤلاء إذا ابتدأ ليَّنها، وإذا وصل حقَّقها على نحو ما يصنع من تخفيف ﴿الَّذِي اؤْتُمِنَ﴾ [البقرة: ٢٨٣] والله أعلم، وهو على هذا أيضا خلاف لأصله.
وذكر الأهوازي أيضا عن جماعة عن قنبل تحقيق همزة الاستفهام في الوصل كالباقين.
التاسع: ﴿أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ﴾ في [القلم: ١٤].
قرأ أبو بكر وحمزة وابن عامر ﴿أَنْ كَانَ﴾ بهمزتين على الاستفهام، ولين الثانية ابن عامر، وفصل هشام بينهما بألف، وابن ذكوان كذلك عند مكي.
ولا يفصل عند أبي عمرو٣ على ما ذكرناه آنفا في ﴿أَأَعْجَمِيٌّ﴾ [فصلت: ٤٤].
وذكر عن هشام وعن ابن ذكوان أيضا تحقيق الهمزتين.
الباقون بهمزة واحدة على الخبر.
٢ وكذا ما ثبت عن ابن شنبوذ.
٣ أي: الداني صاحب "التيسير".