وما كان من كلمة والساكن من كلمة ينقسم ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن يكون حرف مد ولين.
الثاني: أن يكون حرف لين.
الثالث: أن يكون حرفا صحيحا.
ذكر المتحركة التي هي عين:
وهي أيضا لا تخلو من أن يتحرك ما قبلها أو يسكن، فإن تحرك ما قبلها اختلفوا منها في أصل مطرد، وفي حرفين.
فالأصل المطرد قوله تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ﴾، و ﴿أَرَأَيْتُمْ﴾، ﴿أَرَأَيْتَكُمْ﴾ وشبهه حيث وقع، إذا كان في أوله ألف الاستفهام.
قرأ نافع جميع هذا الأصل بتخفيف الهمزة الثانية، بجعلها بين الهمزة والألف.
قال الأهوازي: والبصريون يمدونها عنه قليلا، والبغداديون لا يمدونها عنه.
قال أبو جعفر: يعني القراء من البغداديين، والقراء من البصريين؛ لأن النحويين من البصريين لا مد عندهم في همزة بين بين.
وقيل عن ورش في ذلك بالبدل، وبه أخذ له أبو محمد وأبو عمرو.
والذي أخذ علينا أبي -رضي الله عنه- بين بين على القياس.
وأخذ علينا غير بالبدل؛ لأن النقل عنه إنما جاء بالمد، والمد عندهم يقتضي البدل. وقال أبي -رضي الله عنه: لا يقتضي البدل.
وقرأ الكسائي جميع ذلك بحذف الهمزة الثانية، وهو مسموع في هذا الفعل من العرب، والباقون بتحقيقها، وإذا وقف حمزة خفف، والواجب في تخفيفها أن يكون بين بين، ويجوز البدل والحذف١.

١ قال ابن الجزري: ومن المتوسط المتحرك بعد المتحرك المفتوح بعد الفتح مسألة "سأل... إلخ" ونحوه، ففيه وجه واحد وهو بين بين، وحكى وجها آخر وهو إبدال الهمزة ألفا وقال: وليس بصحيح لخروجه عن القياس وضعفه رواية وقال: "وأرأيت" وبابه فقد حكى فيها وجها ثالثا وهو الحذف على رسم بعض المصاحف وليس بصحيح، وإن كان قد صح من رواية الكسائي، فإن لا يلزم أن كل ما صح عن قارئ يصح عن قارئ آخر "النشر": باب الوقف على الهمز.


الصفحة التالية
Icon