والحرفان: أحدهما ﴿التَّنَاوُشُ﴾ في [سبأ: ٥٢].
قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر بالهمز، ويمدون زيادة.
والباقون بواو مضمومة، فلا يزيدون في المد.
والآخر ﴿سَأَلَ سَائِلٌ﴾ في [المعارج: ١].
قرأه نافع وابن عامر "سَالَ" بإبدال الهمزة ألفا، والبدل في هذا الفعل مسموع، حكاه سيبويه عن العرب، والباقون بهمزة، وخفف حمزة بالبدل، أو بين بين، وإن سكن ما قبلها اختلفوا من ذلك في أصلين: أولهما قوله تعالى وجل: ﴿وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النساء: ٣٢}، و ﴿فَاسْأَلُوهُمْ﴾ [الأنبياء: ٦٣]، و ﴿فَاسْأَلِ الَّذِينَ﴾ [يونس: ٩٤] و ﴿فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ﴾ [النحل: ٤٣، والأنبياء: ٧] وشبهه من الأمر المواجه به خاصة، وقبل السين واو أو فاء.
قرأ جميع ذلك ابن كثير والكسائي بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على السين. والباقون بإثباتها، وحمزة يوافقهما في الوقف.
فإن كان ما سوى ذلك، من نهي، أو أمر غائب، أو ماضٍ، أو مضارع، لم يختلف في همزه نحو ﴿لَا تَسْأَلُوا عَنْ﴾ [المائدة: ١٠١] ﴿وَلْيَسْأَلُوا﴾ [الممتحنة: ١٠] و ﴿سَأَلَ﴾ [المعارج: ١]، و ﴿تَسْأَلُوا﴾ [البقرة: ١٠٨]، وفي ﴿سُئِلَ﴾ [البقرة: ١٠٨] اختلاف عن ابن عامر من طريق لم أذكره في هذا الكتاب.
وإن كان أمر المواجه به ليس قبله شيء لم يختلف في ترك همزه نحو:
﴿سَلْ بَنِي إِسْرائيلَ﴾ [البقرة: ٢١١].
وثانيهما: قوله تعالى: ﴿اسْتَيْأَسَ﴾ حيث وقع، وجملة ذلك خمسة مواضع، في يوسف ﴿فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ﴾ [٨٠]، ﴿وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ﴾ [٨٧] ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [١١٠]، وفي الرعد ﴿أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [٣١].
قرأ البزي خمستهن بالألف وفتح الياء من غير همز. هذه رواية النقاش عن أبي ربيعة عنه، وبه أخذ النقاش. وروى ابن الصباح وابن بقرة عن أبي ربيعة بالهمز فيهن كالجماعة.