وهذا الحرف على الحقيقة لم يختلف في همز لامه، غير أن قنبلا قلب اللام إلى موضع العين، اعتلت العين التي هي ياء منقلبة عن واو لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة، فأما لام الفعل فهمزة على قول الجميع.
وأما ﴿بَادِيَ الرَّأْيِ﴾ [هود: ٢٧] فقرأه أبو عمرو بهمزة مفتوحة بعد الدال، والباقون بياء مفتوحة.
وأما ﴿مِنْسَأَتَهُ﴾ [سبأ: ١٤] فأبدل نافع وأبو عمرو من الهمزة ألفا ساكنة، وهو مسموع من العرب، وابن ذكوان بهمزة ساكنة، والباقون بهمزة مفتوحة.
وإن سكن ما قبلها اختلفوا من ذلك في أصلين مطردين، وفي ثلاثة أحرف.
فالأصلان: أحدهما: "النبي، والنبيين، والأنبياء، والنبوة" حيث وقع، قرأه نافع بالهمز، إلا أن قالون ترك الهمز في قوله تعالى في الأحزاب: ﴿لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ﴾ [٥٠]، و ﴿بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا﴾ [٥٣] في الموضعين في الوصل دون الوقف على أصله في الهمزتين المكسورتين.
والباقون بغير همز١.
والثاني: ﴿الْقُرْآنِ، وَقُرْآنًا، وَقُرْآنَهُ﴾ [القيامة: ١٧] حيث وقع إذا كان اسما.
ترك همزه ابن كثير٢، وهمز الباقون. فإذا وقف حمزة وافق ابن كثير، وليس قول من قال: القرآن من "قريت" بشيء.
والأحرف: أحدها ﴿النَّسِيءُ﴾ [التوبة: ٣٧] قرأه ورش بتشديد الياء من غير همز، وهمز الباقون، وإذا وقف حمزة وهشام وافقا ورشا.
والثاني والثالث ﴿الْبَرِيَّةِ﴾ في الموضعين {البينة: ٦، ٧] قرأ نافع وابن ذكوان بالهمز فيهما، وخفف الباقون٣.

١ أي: بالياء المشددة في "النبي" وجمعه سالما والمخففة في "الأنبياء" وبالواو المشددة في النبوة.
٢ أي: بنقل حركة الهمزة إلى الراء، وحذف الهمزة.
٣ أي: بإبدال الهمزة ياء مفتوحة تدغم التي قبلها فيها.


الصفحة التالية
Icon