ويليهما أبو عمرو من طريق ابن مجاهد والبغداديين عن أبي عمرو، وقالون من طريق أبي نشيط من غير رواية الفرضي.
حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو قال: "وهذا كله على التقريب من غير إفراط، وإنما هو على مقدار مذاهبهم في التحقيق والحدر".
وحدثني أبي -رضي الله عنه- عن أبي علي الحضرمي، عن ابن عبد الوهاب، عن الأهوازي قال: ويتفاضل ذلك على قدر اختلافهم في الحدر والتحقيق.
وحدثنا أبو القاسم، حدثنا أبو معشر، حدثنا الحسين بن علي، حدثنا الخزاعي قال: وقال سليم: سمعت حمزة يقول: إنما أزيد على الغلام في المد ليأتي بالمعنى.
وهذا مذهب لورش في المد انفرد به:
روى المصريون عن ورش في المد أصلين تفرد بهما، ولم يتابعه أحد من القراء عليهما:
أولهما: مد حرف المد واللين إذا تقدمته الهمزة في أول كلمة، أو وسطها، محققه كانت، أو ملقى حركتها على ساكن قبلها، أو مبدلة، في اسم كانت أو فعل أو حرف نحو "آمن، وآدم، ومن أوتي"، و ﴿أُورِثُوا﴾ [الشورى: ١٤]، و ﴿لِإِيلافِ قُرَيْشٍ، إِيلافِهِمْ﴾ [قريش: ١، ٢]، و ﴿جَاءُوكُمْ﴾، و ﴿يَسْتَهْزِئُونَ﴾، و ﴿هَؤُلاءِ آلِهَةً﴾ [الأنبياء: ٩٩]، و ﴿إِي وَرَبِّي﴾ [يونس: ٥٣] وشبهه، فكانوا يأخذون له بزيادة المد في ذلك. هكذا نصوص المتقدمين منهم، وكذلك قال ابن شنبوذ وغيره من الأئمة عنهم، واستثنوا من ذلك إذا كان ما قبل الهمزة حرفا ساكنا صحيحا نحو "القرآن، والظمآن، ومسئولا، ومذءوما" وشبهه.
فإن كان الساكن معتلا، فذكر عثمان بن سعيد أن أهل الأداء اختلفوا؛ فمنهم من مد، ومنهم من قصر، ونحو ذلك: "النبيئين، وسوآتهما، والموءودة" أعني واو مفعول١ ونحو ذلك.