فيها إذا كانت فاء أنها على ما هي به، من وجوه البناء نحو ﴿هَدَاهُمُ اللَّهُ﴾ [الزمر: ١٨]، و ﴿يَهْدِي اللَّهُ﴾ [آل عمران: ٨٦، والنور: ٣٥] و ﴿هَدَى اللَّهُ﴾، و ﴿تَهْجُرُونَ﴾ أو عينا نحو ﴿يَرْهَبُونِ﴾، و ﴿تُرْهِبُون﴾، و ﴿مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ﴾ [الجمعة: ١١] وشبهه، إلا ما كان من اختلافهم في الضمير، وذلك "هو، وهي" إذا كان قبلهما واو، أو فاء، أو لام، أو ثم، حيث وقع.
فقرأ قالون والكسائي بإسكان الهاء في ذلك.
تابعهما أبو عمرو إلا مع ﴿ثُمَّ﴾ وهو موضع واحد في [القصص: ٦١] ﴿ثُمَّ هُوَ﴾.
وقد روي عن أبي نشيط إسكانها في ﴿أَنْ يُمِلَّ هُوَ﴾ [البقرة: ٢٨٢].
الباقون بتحريك الهاء في ذلك حيث وقع.
الثاني هاء التأنيث: نحو "رحمة، ونعمة، وكلمت ربك، ولعنت الله، وسنت الأولين" وهي في الوصل تاء، وإنما تقلب في الوقف هاء لتغير الوقف، يدلك على أنها تاء لحاقها في الفعل نحو: ضربت، وهي فيه الوصل والوقف على حال واحد، وإنما قلبت في الوقف لأن الحروف الموقوف عليها تغير كثيرا، نحو إبدالهم الألف من التنوين في: رأيت زيدا.
ومن العرب من يجعلها في الوقف تاء، حكاه سيبويه.
وقد جاء في المصحف كَتْبُها في مواضع بالتاء على هذه اللغة.
وبين القراء اختلاف في الوقف على هاء التأنيث، موضعه أبواب الوقف.
الثالث الهاء التي هي بدل: وذلك الهاء في ﴿هَذِهِ﴾ هي بدل من الياء في "هذي" كما أبدلت من الهمزة في "هراق".
وليست للتأنيث؛ لأن الهاء لم يؤنث بها شيء في موضع من كلام، والياء مما يؤنث به، وكذلك الكسرة في نحو: أنت تفعلين، وإنك فاعلة.
ولا خلاف بينهم في قراءة ﴿هَذِهِ﴾ بهاء موصولة بياء حيث وقع، وهذه الياء زائدة كالزيادة التي تلحق هاء الضمير في "به"، فإذا وقفت سقطت وسكنت الهاء


الصفحة التالية
Icon