وما كان غير حرف لين نحو: "منه، وعنه، ولدنه":
فكان ابن كثير يصل الهاء بياء إذا كان قبلها ياء، وبواو فيما عدا ذلك، في الوصل حيث وقع.
تابعه حفص على كلمة واحدة، قوله تعالى: "وَيَخْلُدْ فِيهِي مُهَانًا" في [الفرقان: ٦٩]، فإذا وقف أسقط الواو والياء.
وكذلك إذا لقيها ساكن مدغم أو غيره نحو: ﴿عَلَيْهُ اللَّهَ﴾ [الفتح: ١٠]، و ﴿مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ﴾ [الحديد: ١٣]، و ﴿أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ﴾ [الحج: ١٥].
إلا ما كان من قول البزي في "عنهو تلهى" [عبس: ١٠] فإنه أثبت الواو مع تشديد التاء، على تشبيه المنفصل بالمتصل نحو "دواب، وصواف".
الباقون باختلاس الكسرة والضمة في الحرفين١ من غير صلتها بياء ولا واو.
وضم حفص مما قبله ياء، حرفين وهما: ﴿أَنْسَانِيهُ إِلَّا﴾ في [الكهف: ٦٣]، و ﴿عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ﴾ في [الفتح: ١٠].
ومذهب سيبويه أن حذف الياء والواو مع حرف اللين أجود، وإثباتها مع غيرها أجود.
فأما إن كان الساكن قبلها محذوفا٢، وذلك في ستة عشر فعلًا، فقد اختلفوا في الهاء المتصلة بها.
منها اثنا عشر ما قبل الهاء فيها مكسور، وأربعة ما قبلها مفتوح وهي:
في [آل عمران] ﴿يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ﴾، و ﴿لا يُؤَدِّهِ﴾ [٧٥]، و ﴿نُؤْتِهِ مِنْهَا﴾ في موضعين [١٤٥].
وفي [النساء: ١١٥] قوله تعالى: ﴿نُوَلِّهِ﴾، و ﴿نُصْلِهِ﴾.
وفي [الأعراف: ١١١، والشعراء: ٣٦] ﴿أَرْجِهْ﴾.
وفي [طه: ٧٥] ﴿وَمَنْ يَأْتِهِ﴾، وفي [النور: ٥٢] ﴿وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ﴾.
٢ أي: حذفت الياء أو الألف للجزم؛ لأن المرفوع من الأفعال التي ذكرها بعد كالآتي: يؤدي، نؤتي، نولي، نصلي، يرجى، يأتي، يتقي، يلقى، يرضى، يرى.