وعمل الروم يمكن في الحركات كلها؛ لأنه عمل اللسان، فيلفظ بها لفظا خفيفا يسمع.
والتضعيف: تشديد الحرف في الوقف، ولا يكون في الحرف الذي قبله ساكن نحو ﴿الْعِجْلَ﴾ لأنه لا يجتمع في كلامهم ثلاثة سواكن، ونقل الحركة يكون فيما سكن ما قبل آخره فتحرك لكراهيتهم التقاء الساكنين، فإذا كان ذلك مما يجوز في الوقف نحو "منه، وعنه، وبالصبر، وهذا بكر" ولا يكون في المنصوب.
فأما المنصوب المنون فلا يكون فيه شيء من هذه الوجوه لتوسطه بإبدال التنوين ألفا.
فهذا حكم الحرف الصحيح الموقوف عليه عند العرب.
فأما ما عند القراء في ذلك، فذكر أبو الفضل الخزاعي وغيره أن الرواية وردت عن حمزة والكسائي بالروم والإشمام.
وذكر عثمان بن سعيد أنها وردت بذلك عن الكوفيين، وأبي عمرو.
أما حمزة، فحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا أبو مسلم، حدثنا ابن الأنباري، حدثنا إدريس، حدثنا خلف، حدثنا سليم عن حمزة أنه كان يعجبه إشمام الرفع إذا وقف على الحروف التي توصل بالرفع، مثل قول الله -عز وجل: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ [الفاتحة: ٥] يشم الدال الرفع. قال: وكذلك ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: ٥]، و ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾ [البقرة: ٢]، و ﴿خَتَمَ اللَّهُ﴾ [البقرة: ٧]، و ﴿يَخْتَصُّ﴾ [البقرة: ١٠٥]، [وآل عمران: ٧٤] و ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ﴾ [آل عمران: ١٤٤] بترك التنوين، ويشم الدال الرفع.
وأما الكسائي فحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا أبو مسلم، حدثنا ابن الأنباري، حدثنا إدريس، حدثنا خلف قال: سمعت الكسائي يعجبه أن يُشم آخر الحرف الرفع والخفض في الوقف.
قال خلف: وبعض القراء يسكت بغير إشمام ويقول: إنما الإعراب في الوصل، فإذا سكت لم أشم شيئا.