قال خلف: وقول حمزة والكسائي أعجب إلينا؛ لأن الذي يقرأ على من تعلم منه إذا قرأ عليه فأشم الحرف في الوقف علم معلمه كيف قراءته لو وصل، والمستمع أيضا غير المتعلم، يعلم كيف كان يصل الذي يقرأ.
وأما عاصم فحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا أبو مسلم، حدثنا ابن الأنباري قال: حدثنا أحمد بن سهل، وسألته عن ذلك عن أصحابه الذين قرأ عليهم علي بن محصن وغيره، عن عمرو بن الصباح، عن حفص عن عاصم، أنه كان يشير إلى إعراب الحروف عند الوقف.
وأما أبو عمرو فورد عنه أداء لا نصا، إلا ما حكى محبوب بن الحسن عنه أنه قرأ ﴿فَأَوْفِ﴾ [يوسف: ٨٨] بإشمام الجر.
قال ابن مجاهد: هذا يدل على أن أبا عمرو إذا وقف على الحروف المرفوعة والمخفوضة في الوصل أشمها إعرابها.
وحكى الخزاعي في "الإبانة" أن الوقف بالسكون قول أبي عمرو بخلاف عنه.
قال الخزاعي: وقيل له: ألا ترى أن العرب إذا أرادت الوقف على حرف متحرك ألحقوا به هاء الوقف على الساكن؟ فقال: أنا أختار الوقف بالسكون.
وحكى عثمان بن سعيد عن الزينبي، عن أبي ربيعة، عن قنبل وعن البزي، عن أصحابهما، أنهم كانوا يقفون بالإسكان.
وحدثنا أبو القاسم -رحمه الله- حدثنا أبو معشر، حدثنا الجرجاني، حدثنا الخزاعي قال: ذكر الحلواني عن هشام إشمام الإعراب في مثل: ﴿قَالَ اللَّهُ﴾، و ﴿مِنَ اللَّهِ﴾، و ﴿مَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ﴾ [الإسراء: ٢٠]، و ﴿لَهُوَ الْبَلاءُ﴾ [الصافات: ١٠٦] ونحوه في كل القرآن.
وكذلك حكى الأهوازي عن البلخي عن الأخفش عن ابن ذكوان.
وحكى الخزاعي وغيره عن ابن شنبوذ عن أبي نشيط الإشارة في هاء الكناية إذا تحرك ما قبلها نحو ﴿حَوْلَهُ﴾، و ﴿أَمَامَهُ﴾ [القيامة: ٥]، و ﴿عِظَامَهُ﴾ [القيامة: ٣].
وحكى هذا الأهوازي عن ابن شنبوذ عن أبي سليمان عن قالون.


الصفحة التالية
Icon