التنوين حُذف في هذا بحق الوقف كما حذف في الصحيح، وأُسكن المتحرك قبل التنوين كما أُسكن في الصحيح، فجاء: قاضٍ، ووالٍ.
والثاني وهو غير المنون: نحو ﴿وَادِ النَّمْلِ﴾ [النمل: ١٨]، و ﴿بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ﴾ [النازعات: ١٦]، و ﴿بِهَادِي الْعُمْيِ﴾ [النمل: ٨١]، و ﴿لَهَادِ الَّذِينَ﴾ [الحج: ٥٤]، و ﴿صَالِ الْجَحِيمِ﴾ [الصافات: ١٦٣].
ومن الفعل نحو: ﴿يَقُصُّ الْحَقّ﴾ [الأنعام: ٥٧]، و ﴿سَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ﴾ [النساء: ١٤٦]، و ﴿نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: ١٠٣]، و ﴿يُنَادِ الْمُنَادِ﴾ [ق: ٤١]، و ﴿يَدْعُ الدَّاعِ﴾ [القمر: ٦] وشبهه مما رُسم في المصحف بغير ياء ولا واو؛ لأنهما يسقطان في اللفظ لالتقاء الساكنين.
فقد ذكرتُ عن ابن كثير الوقف على التمام في "يدع، وسندع، ويمح"، وقياس قوله فيهما وفي "هاد، ووال" يقتضي أن يقف على هذا الفصل كله بالياء.
وأخذ له أهل الأداء بالحذف في ذلك كله، وفي هذه الأفعال الأربعة، ولم يلتفتوا لعلة حكاية الزينبي إيثارا لاتباع الخط.
إلا أني قرأت من طريق ابن مجاهد عن قنبل، والنقاش عن أبي ربيعة عن اليزيدي بإثبات الياء في الوقف في قوله تعالى: ﴿يُنَادِ﴾ في [ق: ٤١] لا غير.
ووقف الكسائي على ﴿وَادِ النَّمْلِ﴾ بالياء، واختُلف عنهم في الوقف على ﴿بِهَادِي الْعُمْيِ﴾ في [النمل: ٨١]، [والروم: ٥٣] فرسم الذي في النمل بالياء، والذي في الروم بغير ياء، فقال خلف وغيره عن الكسائي: إنه كان يقف بالياء في الحرفين، وهو اختيار أبي الطيب له. وقال أبو عمر عنه: إنه وقف عليهما بغير ياء.
وقال عنه قتيبة: ما كان بالياء وقفت بالياء، وما لم يكن فيه ياء ثابتة وقفت بغير ياء، وهو الذي يليق بمذهب الكسائي.
قال أبو عمرو: وهو الصحيح عندي عنه.
وكذلك قرأ الباقون إلا أن حمزة قرأ ﴿بِهَادِي الْعُمْيِ﴾ جعله فعلا مضارعا، ونصب ﴿الْعُمْيِ﴾ وأثبت الياء فيهما.


الصفحة التالية
Icon