وذكر الخزاعي أن الكسائي -باختلاف عنه- أثبت الياء في الوقف، في قوله تعالى: ﴿بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ﴾ وما أشبهه، إلا ﴿وَادِ النَّمْلِ﴾ خاصة، فإنه وقف عليه بالياء بلا خلاف.
الباقون بالوقف على الفصل كله بغير ياء اتباعا للخط، ووقفوا على ﴿بِهَادِي الْعُمْيِ﴾ في النمل اتباعا للخط أيضا.
الأصل الثالث: "ما" التي للاستفهام إذا دخل عليها حرف الجر فحذف ألفها نحو: ﴿فَلِمَ تَقْتُلُونَ﴾ [البقرة: ٩١]، و ﴿فِيمَ أَنْتَ﴾ [النازعات: ٤٣]، و ﴿فَبِمَ تُبَشِّرُونَ﴾ [الحجر: ٥٤]، و ﴿بِمَ يَرْجِعُ﴾ [النمل: ٣٩]، و ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ﴾ [النبأ: ١] وشبهه.
وقف البزي من طريق ابن غلبون عليه بالهاء، فيقول في الوقف: "فلمه، وفيمه، وفبمه، وعمه" ووقف الباقون بغير هاء، ويسكنون الحرف الموقوف عليه.
وما روي عن البزي أجود في العربية، وأكثر في كلام العرب، قال سيبويه: "وأما قولهم: "علامه، وفيمه، وبمه، ولمه، وحتامه"، فالهاء في هذه الحروف أجود إذا وقفت؛ لأنك حذفت الألف من "ما" فصار آخره كآخر: ارمه واغزه، وقد قال قوم: فيم، وعلام، ولم، كما قالوا: اخش، وليس هذه مثل "إن" لأنه لم يحذف منها شيء من آخرها".
الأصل الرابع: ما جاء من كلمة "أيها" مرسوما في الخط بغير ألف، وذلك في ثلاثة مواضع: ﴿أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ في [النور: ٣١]، و ﴿يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ﴾ في [الزخرف: ٤٩]، و ﴿أَيُّهَ الثَّقَلانِ﴾ في [الرحمن: ٣١].
فوقف أبو عمرو والكسائي عليهن بالألف.
وكذلك قال الزينبي عن قنبل، وهو الذي يليق بمذهب ابن كثير.
وقال ابن مجاهد عن قنبل:
الوقف عليهن بغير ألف، وعليه العمل في مذهبه، وبغير ألف وقف الباقون.
الأصل الخامس: ما جاء من كلمة ﴿كَأَيِّنْ﴾ حيث وقع:
اختلف في الوقف عليه عن أبي عمرو والكسائي، فقال أبو عبد الرحمن عن أبيه


الصفحة التالية
Icon