عنه: إنه يقف في جميع القرآن على الياء.
وحكى الخزاعي بإسناده إلى أبي إسحاق إبراهيم بن أبي محمد اليزيدي، عن أبي محمد اليزيدي، عن أبي عمرو في كتاب نسبه إلى "الوقف والابتداء" من تأليف أبي عمرو أن الوقف على ﴿كَأَيِّنْ﴾، و ﴿فَكَأَيِّنْ﴾ بالنون.
وقال سورة عن الكسائي: الوقف على الياء؛ لأن النون فيها نون إعراب، يعني أنها التنوين الداخل على الكلمة مع الحروف.
وقال قتيبة والفراء وخلف عن الكسائي: إنه كان يقف على النون، وعلى النون وقف الباقون، وهي ثابتة في الخط، قال الخزاعي: لا خلاف أن المصاحف معجمة على كتبها بنون، قال: وزعم بعضهم أنها مكتوبة بالياء في كل القرآن إلا الذي في سورة [آل عمران: ١٤٦] فإنه مكتوب بالنون. قال: وهذا غلط منه، لم يعرف رسم السواد.
الأصل السادس: ما جاء من "مال" مفصول حرف الجر من المجرور، وجملة ذلك أربعة مواضع: ﴿فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ﴾ [النساء: ٧٨]، و ﴿مَالِ هَذَا الْكِتَابِ﴾ [الكهف: ٤٩]، و ﴿مَالِ هَذَا الرَّسُولِ﴾ [الفرقان: ٧]، و ﴿فَمَالِ الَّذِينَ﴾ [المعارج: ٣٦].
فقال ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو: إنه وقف على "ما" دون اللام فيهن.
وروي عن الكسائي أنه وقف على "ما"، وروي عنه أيضا أنه وقف على اللام.
ووقف حمزة والكسائي على قوله تعالى: ﴿أَيًّا مَا تَدْعُوا﴾ [الإسراء: ١١٠] على ﴿أَيًّا﴾ دون ﴿مَا﴾ إشعارا بأن ﴿مَا﴾ معها ليست مثلها مع حيث وإذ، وأن الوقف عليها دونها لا يخل بها في شيء لو لم تدخل عليها، ويبدلان من التنوين في "أي" ألفا، ووقف الباقون على ﴿مَا﴾.
ووقف الكسائي، من رواية أبي عمر وغيره عنه، على قوله ﴿وَيْكَأَنَّ اللَّهَ﴾ [القصص: ٨٢]، و ﴿وَيْكَأَنَّهُ﴾ [القصص: ٨٢] على الياء منفصلة، وروي عن أبي عمرو أنه وقف على الكاف.
وما روي عن الكسائي كان أشبه بأبي عمرو؛ لأنها عند الخليل وسيبويه "وي" دخلت على "كأن" التي للتشبيه، فلعل الكسائي أخذ ذلك عن الخليل.