نرجع إلى كلام الأهوازي، حدثنا أبو الحسن، حدثنا أبو القاسم عنه قال:
وأما التحزين: فإنه ترك القارئ طباعه وعادته في الدرس إذا تلا، فيلين الصوت، ويخفض النغمة كأنه ذو خشوع وخضوع، ويجري ذلك مجرى الرياء، لا يؤخذ به، ولا يقرأ على الشيوخ إلا بغيره.
قال: وإنكار شيوخنا الأخذ بما ذكرت عنهم نقل نقلوه عن سلفهم؛ لأنهم متبعون غير مبتدعين.
قال أبو جعفر: قال عبد الملك بن حبيب: ولا بأس أن يحزن القارئ قراءته من غير تطريب ولا ترجيع يشبه الغناء في مقاطعه ومكاسره، أو تحزينا فاحشا يشبه النوح، أو يميت به حروفه، فلا خير في ذلك.
وأما ما سهُل منه فذلك مستحسن من ذوي الصوت الحسن. قاله مطرف وابن الماجشون عن مالك.
نرجع إلى كلام الأهوازي، حدثنا أبو الحسن عن أبي القاسم عنه قال:
وأما الحدر: فإنه القراءة السهلة السمحة الرتلة، العذبة الألفاظ، اللطيفة المعنى، التي لا تخرج القارئ فيها عن طباع العرب، وعما تكلمت به الفصحاء بعد أن تأتي بالرواية عن الإمام من أئمة القراء على ما نُقل عنه من المد والهمز، والقطع والوصل، والتشديد والتخفيف، والإمالة والتفخيم، والاختلاس والإشباع١، فإن خالف شيئا من ذلك كان مخطئا.
والحدر عن نافع إلا ورشا، وابن كثير وأبي عمرو.
وأما التجويد: فهو أن يضيف إلى ما ذكرت في الحدر مراعاة تجويد الإعراب، وإشباع الحركات، وتبيين السواكن، وإظهار بيان حركة المتحرك بغير تكلف ولا مبالغة، وهو على نحو قراءة ابن عامر والكسائي.
وليس بين التجويد وتركه إلا رياضة من يُحسنه بفكِّه، والقراءة هي على طباع