العرب، تحسن وتزين بألسنتهم، كما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وكما جاء عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المتقدمين، رحمة الله عليهم أجمعين.
وأما التمطيط: فهو أن يضيف إلى ما ذكرت زيادة المد في حروف المد واللين، مع جري النفس في المد، ولا تدرك حقيقة التمطيط إلا مشافهة، وهو على نحو ما قرأت به عن ورش عن نافع عن طريق المصريين عنه.
ومن التمطيط أيضا أن يثبُت القارئ على الإعراب في موضع الرفع والنصب والجر، نحو قوله تعالى: ﴿الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ﴾، و ﴿مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ﴾، و ﴿مَا مَنَعَكَ أَنْ﴾ [ص: ٧٥] ونحو ذلك.
وأما غير المصريين، من البغداديين والخراسانيين والأصبهانيين، فإنهم يأخذون عن ورش عن نافع بغير تمطيط.
وأما اشتقاق التحقيق: فهو أن يزيد على ما ذكرت من التجويد روم السكوت على كل ساكن ولا يسكت، فيقع للمستمع أنه يقرأ بالتحقيق، وكذلك جميع ما نذكره من التحقيق فإنه يرومه.
وهي تقرأ بعد القراءة بالتحقيق ليعلم أنه قد ضبط ذلك، وهي رياضة، وربما أُخذ بذلك لغير حمزة، وذكر هنا الحكاية المتقدمة عن أبي الحسن العلاف.
وأما التحقيق: فهو حلية القراءة، وزينة التلاوة، ومحل البيان، ورائد الامتحان، وهو إعطاء الحروف حقوقها، وتنزيلها مراتبها، ورد الحرف من حروف المعجم إلى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظيره وشكله، وإشباع لفظه، ولطف النطق به، ومتى ما غير ذلك زال الحرف عن مخرجه وحيزه.
وأصل التحقيق المد والهمز والقطع والتمكين، وأن يكون ذلك وزنا وكيلا واحدا، لا يفضل شيء على شيء في المد والقطع، والسكت والتشديد والتخفيف، وأن يكون المد سالما من جري النفس معه، والقطع من تنفير الساكن بعده، والسكت من قطع النفس، والتشديد من أن يكون أثقل من إظهار حرفين، والتخفيف من الاعتماد عليه، وأن يكون المخفي عندما أُخفي عنده أقل من حرفين وأكثر من


الصفحة التالية
Icon