ومن ذلك السين عند التاء نحو: ﴿نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: ١٤]، و ﴿اسْتَطَعْتَ﴾ [الأنعام: ٣٥]، و ﴿مُسْتَضْعَفُونَ﴾ [الأنفال: ٢٦]، ونحو ذلك كثير، لا يجوز فيه الإدغام للإخلال بالصفير.
ومن ذلك العين عند الغين، والغين عند العين، والحاء عند العين، والعين عند الحاء، والحاء عند الهاء نحو: ﴿وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ﴾، و ﴿وَيَتَّبِعْ غَيْرَ﴾ في الموضعين في [النساء: ١١٥]، و ﴿أَفْرِغْ عَلَيْنَا﴾ [البقرة: ٢٥٠]، و ﴿أُفْرِغْ عَلَيْهِ﴾ [الكهف: ٩٦]، و ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ﴾ [الزخرف: ٨٩] ﴿وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ﴾ [النور: ٢١].
ولا أعلم الحاء عند الهاء جاءت في القرآن، وهو نحو: "امدح هلالا" فالإدغام في هذا كله ممتنع.
وحروف الحلق التي تدغم: الهاء والعين والحاء والخاء والغين، فما كان منها أدخل في الحلق لم يدغم فيه الأدخل في الفم.
ومن ذلك لام "قل" عند السين والصاد والنون والتاء نحو: ﴿قُلْ سَمُّوهُمْ﴾ [الرعد: ٣٣]، و ﴿قُلْ سَأَتْلُو﴾ [الكهف: ٨٣]، و ﴿قُلْ سَلامٌ﴾ [الزخرف: ٨٩]، و ﴿قُلْ صَدَقَ اللَّهُ﴾ [آل عمران: ٩٥]، و ﴿قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ﴾ [التوبة: ٨١]، و ﴿قُلْ نَعَمْ﴾ [الصافات: ١٨]، و ﴿قُلْ تَعَالَوْا﴾ [الأنعام: ١٥١]، و ﴿قُلْ تَمَتَّعُوا﴾ [إبراهيم: ٣٠] ونحوه، لا خلاف في إظهاره.
فأما عند الراء فلا خلاف في إدغامها للقرب الذي بينهما، واشتراكهما في الجهر، إلا ما روى أبو سليمان عن قالون من إظهارها عندها حيث وقع، نحو:
"قل رَّب إما" [المؤمنون: ٩٣]، و"قل رَّبي أعلم" [الكهف: ٢٢] والعمل فيه على الإدغام.
ومن ذلك لام "بل" عند الجيم نحو: ﴿بَلْ جِئْنَاكَ﴾ [الحجر: ٦٣]، و ﴿بَلْ جَاءَهُمْ﴾ [المؤمنون: ٧٠]، و ﴿بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ﴾ [الصافات: ٣٧] وشبهه.
لا يجوز فيه الإدغام لتباعد المخرجين، كما لا يجوز إدغام الباء في الجيم للتباعد بالصفة.