قال أبو جعفر: ورد عليه أبي -رضي الله عنه- هذا الكلام، وعلى من قال به سواه من القراء والنحويين، فقال لي: لا يثبت أن ألف "آل" بدل من هاء "أهل" ولا من همزة مبدلة من هاء؛ لأن معنى "آل" غير معنى "أهل" لأن الأهل: القرابة، والآل: من يئول إليك في قرابة أو رأي أو مذهب، وإنما ألف "آل" مبدلة من واو كما بين الكسائي ذلك بالرواية عن العرب، ولم يذكر سيبويه في باب البدل أن الهاء تبدل همزة، كما ذكر أن الهمزة تبدل هاء في هرقت، وأرقت، وهيا، وهرحت الفرس، وهياك، وذكر أن الهاء تكون بدلا من التاء التي يؤنث بها الاسم في الوقف، كقولك: هذا طلحهْ، وأن الهاء أبدلت من الياء في "هذه" فجاء من قوله أن الهاء تبدل من غيرها، ولا يبدل غيرها منها، وإنما حكى أن الهاء تبدل همزة في قولهم: أمواء، في أمواه غير سيبويه، وجعل هذا البدل شاذا مختصا به الشعر.
فأما التصغير فلا حجة فيه لو سلمنا له البدل؛ لأنه قد يثبت مرة ولا يثبت أخرى، على حسب ثبوت ما يوجب القلب وعدمه، كقولهم في "قيل": قويل، وفي "ثائر": ثويئر.
ويدغمها أيضا في الراء إذا تحرك ما قبلها؛ ولا يراعي حركتها في نفسها نحو: ﴿رُسُلُ رَبِّكَ﴾ [هود: ٨١] و ﴿فَعَلَ رَبُّكَ﴾ [الفيل: ١]، و ﴿كَمَثَلِ رِيحٍ﴾ [آل عمران: ١١٧].
فإن سكن أدغمها في موضع الرفع والخفض نحو: ﴿رَسُولُ رَبِّكِ﴾ [مريم: ١٩]، و ﴿إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ﴾ [النحل: ١٢٥].
وجملة الإدغام في الراء مع الحركة والساكن أحد وسبعون موضعا.
ولا يدغم في النصب إلا في ﴿قَالَ رَبِّ﴾، ﴿قَالَ رَجُلانِ﴾ [المائدة: ٢٣] حيث كانت، والنص من أبي شعيب والقدماء على ﴿قَالَ رَبِّ﴾ وحدها، وجملته أربعة وأربعون موضعا، وألحق بها الأداء ﴿قَالَ رَجُلانِ﴾، ﴿وَقَالَ رَجُلٌ﴾ [غافر: ٢٨].


الصفحة التالية
Icon