فعالج قلبك، والعاقبة للمتقين ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلاّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ ١، عسى أن تلقى الله وقد تخلصت مما عليك من الحقوق فلا أحد يطالبك بشيء، وعفوت عما لك من الحقوق فيكافئك عن ذلك صاحب العفو والفضل والإحسان بكرمه وجوده ـ وما أراك تعدل بهذا شيئاً ـ اللهم قنا شح أنفسنا وأعذنا من شرورها.
الأمر الثالث:
كتابة وصيته وما عليه من حقوق، قال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾ ٢.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده” ٣.
والوصية واجبة بالاتفاق إذا كان الإنسان عليه أو له حقوق يجب بيانها وكتابتها كأن يكون عليه ديون للناس أو له عليهم ديون، ليؤدى ما عليه من حقوق من تركته، ولأن الحقوق التي له على الناس تعد من تركته.
وجمهور العلماء على أنها مستحبة إذا لم يكن عليه حقوق يجب بيانها فيستحب أن يوصي بشيء من ماله للفقراء والمساكين من غير الوارثين. قالوا: لأن وجوب الوصية منسوخ بآيات المواريث.
٢ سورة البقرة، آية: ١٨٠.
٣ أخرجه البخاري في الوصايا ٢٧٣٨، ومسلم في الوصية ١٦٢٧، وأبو داود في الوصايا ٢١١٨، والنسائي في الوصايا ٣٦١٥، والترمذي في الجنائز ٩٧٤، وابن ماجه في الوصايا ٢٦٩٩.