لطيفة:
أضيف (شركاء) إلى ضمير المخاطبين من المشركين في قوله تعالى: ﴿هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ﴾ ؛ لأنّ المخاطبين هم الذين خلعوا عليهم وصف الشركاء لله تعالى؛ فكانوا شركاء بزعم المخاطبين وليسوا شركاء على الحقيقة، وهذا جارٍ أيضاً مجرى التهكّم بهم١.
ولطيفة أخرى:
ذكرت في هذه الآية الكريمة (مِن) ثلاث مرات، فالأولى في قوله (هل من شركائكم) بيانية، وهي بيان للإبهام الذي في قوله (من يفعل). أو هي تبعيضية صفة لمقدّر أي هل أحد من شركائكم؟. والثانية في قوله (من ذلكم) تبعيضية في موضع الحال. وأمّا الثالثة فهي في قوله (من شيء) مزيدة لتعميم المنفي واستغراق النفي له٢.
مطلب: في بيان موضع التسبيح وغايته:
بعد أن أقام الله تعالى الحجة على المشركين - بما ذكره من خوّاص إلهيته ولوازمها ومن الإنكار عليهم باستفهام معنيّ به النفي وهم يعلمون حقيقة ما فيه في أنفسهم وواقع حياتهم- نزه سبحانه نفسه عن شركهم وأتبعه بمزيد التنزيه من ذكر علوّها عنه وعمّا يفترونه عليه بزعمهم أنّ آلهتهم له شركاء إذ قال: ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ ٣.

١ انظر: التحرير والتنوير لابن عاشور ج٢١ ص١٠٨.
٢ انظر: تفسير أبي السعود ج٧ ص٦٢؛ التحرير والتنوير لابن عاشور ج٢١ ص١٠٧_١٠٨.
٣ انظر: تفسير الطبري ج٢١ ص٣١.


الصفحة التالية
Icon